سبي بلا أسر...بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية.
في نسمات تشرينية باردة
يذهب الصباح بلا مطر
ويوم آخر أسجله
فتاريخ ميلاد مأساتي
بدأ بسلخ فلسطين
وانفصال الامتداد العربي
إلى ضفتين غربية وشرقية
وبسلخ الجولان وعربستان
وبسلخ الإسكندرون...
وأضفت عليه بدل الهجري
وبدل كلمة الميلادي
اسمك تيمنا بتاريخ انفصالنا
سأسجل اسمك بجانب وتاريخ
وعام كل يوم انقضى فيه مابيننا
فوجهي المغمور بالأسى
فاغرا الفاه من الذهول
كان يومنا وكان أمسنا
وكان عمرا قضيناه سويا
وبداية النهار
محتار أنا أرصد السكون
وهل في طياته
من نبوءة أن يعود الأمس
وما كان بيننا
فجنون الفكر يتساءل بصمت
محدقا في تلك التلال
الممتددة من أشجار الزيتون
هل أنا بقادر على العبور
وأن أصل إلى ما كان
وهل سيكون أن يكون
بينا يهوي قلبي
على شرفات الأسئلة
هديل اليمام والعصافير
تطلق زقزقتها وهديلها
في حزن مهيب
وكأنها تحس مابي من شجون
أحداقي شرعتها إلى سراب
شرعتها إلى أن يكون كفني
جفونك وقبري تلك العيون
آه أيتها الاستعمارية لكيان قلبي
آه أيتها المغتصبة لمداد وجداني
فلا سفارات فيما بيننا
ولا لسانا يتحدث
ولا طرقات آمنة سالكة
تصلنا ببعضنا البعض
فأسلاكك الشائكة منصوبة أمامي
وتجرحني بأحقادها
يملؤني نسيم تشرين
والهلع والخوف من الأيام القادمة
وقلق الترقب للآتي من المجهول
ليس في شعري ماهو بعبقري
ليس في شعري ما هو ناصعا
ليس في شعري ما هو سحري
يدير جيدك ويأسر قلبك
فأغتصبه ويكون ملكي ولي
لذا توجت بذل الصمت هامتي
وذل هالاته الغامضة
وألبس دشداشة السواد
معلنا الحداد دون موت
منتظرا أمام كوته
كي يعطيني تذكرة الرحيل
كنت لي التاريخ وما كان التاريخ لي
كنت ماقبل الميلاد عندي وما بعد الميلادي
كنت الهجري عندي وما زلت هاجرتي
كنت وطني ولست وطني
كنت بحاجة للشعور بالحياة
فقد تعبت صحراء الجفاف
وسئمت برودة المشاعر
وسئمت كل شيء حولي
وكنت أحلم ولا حلم لي سواك
بحياة عز مثلها بين العشاق
ولكن انى تفهمين الأشياء
فربما قاموسي مستحيل الفهم
وكان علي استخدام لغة اهل بابل
وأمعن في سبي حبك لي مؤبدا
ولكن بدأت الهجوم انت اولا
وسبيت كل أشيائي الرائعات
وتركتني للشتات أنتظر من قلبك
أن يسبي قلبي ومافعل
ولهذا حددت التاريخ
وعلقته كروزنامة على جداري
مستفيضا بالدمع
مقهقها حتى الهذيان
سنتان مابعد المأساة وشهران
وخمس وعشرون سنة
ماقبل المأساة...
ماقبل ميلاد وما بعد ميلاد
ماقبل هجرة وما بعد هجرة
ولا زال التاريخ يسري
ويسري في دمي مداد المأساة.
بقلمي أ.#أبوجبرانالسعيد الجمهورية العربية السورية.
No comments:
Post a Comment