حلم
صحا مفزوعا، جلس على حافة اللحاف يقاوم قطرات العرق المنسابة عبر التجاعيد المتيبسة ،همس بتحشرج: اود أن أعرف لماذا تعصف الريح فتنتفض رفات الموتى ؟. رأى ما رأى. رأى امرأة تعتلي صهوة جواد شديد السواد وتقوده عبر حقول من العظام والجماجم .يتأملها لا يستطيع أن يرى نهايتها: خراب دخان وعويل. المرأة ترتدي وشاحا أسودا ، ووجها مغطى بحجاب قاتم مثل ليالي النحيب. المرأة الرعناء السوداء تقسو على الجواد ، غير أنه لا يستطيع أن يهب الريح ذاته، يرفض التلاشي في هلام السواد. ينساب كوميض منفلت من ذبالة نجم آفل، ينزع لونه، يتلبسه شحوب شفاف، الشحوب يزداد من خلال الزبد الأبيض الساخن المندلق من فيه
المرأة تنتصب فوق صهوة الريح وتضرب الجواد الأسود. الجواد الأسود يزداد شحوبا بسبب الزبد الأبيض الساخن المندلق بغزارة، أنه يتحدى الموت. يرفض أن يتلاشى.
قال بحسرة: أليس من الممكن أن يحصل العكس تمامًا؟
No comments:
Post a Comment