لِمَنْ تَدُقُّ الأجْراس؟
زَمنٌ بلا اسْمٍ و لا عُنْوان
فقَطْ مَعْروفٌ المَكان
يتَشابَهُ شَكْلُ كلِّ النّاس
الخَوْفُ القَلَقُ الوَسْواس
ما يُخْفى أكْثَرُ مِمّا يُعْلَن
أقَلُّ قِيمَةً الإنْسان
في زَمَن مِن صَدْمَةٍ إلى صَدمة
يَبْنونَ القُصورَ الفَخْمَة
يَسْرَقونَ ثَرْوَةَ الأوْطان
يَسْهَرونَ على الرَّقْص و الخُمور
المُباهاةُ في الظُّهور
إشارَةُ الانْتِصار
على سَجْن الأحْرار
عَليْكُم مَحَبّتُهُم بإظْهار السُّرور
فَخامَةُ الرَّئيس هُوَ النّور
بِمَحبَّتِكُم مَسْرور
رأيْتُ الخائنَ الرَّخيص
يَتألَّهُ على مَن ما به نَوِيص
زَمَنٌ يُعْتَبَرُ المُنافِقٌ شَيْخاً
يَفْتي يَدْعو بافْتِراس الشُّعوب
لِلطَّاغِية بِمغْفِرَة الذُّنوب
أُمّةٌ أَكلَتْ نِصْفَ أصابِعِها
حَرَقَت نِصفَ دَفاتِرِها
سَجَنَت نِصفَ ضَمائرِها
حَرَّفَتْ مَضامِينَ دينِها
زَمَنُ التَّلَوُّثِ الفِكْري
عالمُ التَّمْييزِ العُنْصُري
ترامب زَعيمُ الاحْتِيال و الاسْتِرْزاق
يَحْلُبُ أبْقارَ الخَليجِ المُعاق
صارَ فيه وُولْ ستريت
لِلُّصوص أضْمَنَ بَيْت
أهَمَّ مِن سوقِ عُكّاظ
ضَجيجٌ لا تُفْهَمُ الألْفاظ
البَنْكُ الدَّولي اسْتِعمارٌ جَديد
صُنْدوقُه لا يَحْتاجُ إلى نار الحَديد
لِيَشْوي الفُقَراء
على مِشْواة العُملاء
تشَتَّتَتْ الأرْداف
تَجَمَّعَتْ الأحْلاف
اِنْكَسَرَتْ الأقْلام
مُنِعَ الكَلام
يَخافُ الرَّضيعُ مِن ثَدْي أُمِّه
يَخافُ اللَّيْلُ أنْ يَمْشِيَ وَحْدَه
تَخافُ الوَرْدةُ مِن رائِحَتها
اِذْبَحوا ُكُلُّ أيامِكُم عِيدُ الأضْحى
العَيْنُ شاهِدَةٌ على ما تَرى
أدَرْتُ ظَهْري لِلْبَعض ليْس غُرورا
حتى لا يُقالُ قلمي مَأجورا
لا ضُعْفاً بل جَهْلاً لِلْجاهِل
لِعَميلٍ ظَهْرَ الخِيانَة صاهِلا
حَذارِ مِنَ الشَّعْب إذا يَوْماً اِنْتَفَض
مَلَأَ السَّاحات رَفَضَ أنْ يَنْفَض
عَلَيْك بِطَواف الوَداع
ما دام حَقٌّ مُضاع
يا خيخي المَلْعون
المُنْحَدرُ مِن آلِ صَهْيون
طنجة 11/10/2019
د. محمد الإدريسي
No comments:
Post a Comment