Thursday, October 31, 2019

زلزالٌ ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

زِلْزال
اِنْتِفاضَةٌ حِراكٌ ثَوْرَةٌ اِنْطَلَقَت
وكالاتُ الأنْباءِ أخْباراً نَقَلَت
 إنَّ ثَوْرَةً عِنْد العَرَبِ اِنْدَلَعَت
الأرْضُ تَحْت الطُّغاةِ تَحَرّكَت
تَحت أقْدامِ المُفْسِدين رَقَصَت
كالنَّارِ في الهَشيم لُبنانَ وَصَلَت
بِسُرْعَةِ الأقْدارِ تَنْتَقِلُ الاحْتِجاجات
شُعوبٌ في بَلَد العُرْبان اِسْتَيْقَظَت
شُعوبٌ تُطالِبُ بِمُحاكَمَة اللُّصوص
مَنْ هُمْ فَوقَ القانونِ و النُّصوص
لَمْ يَعُد الصَّمْتُ مُمْكِناً طفَحَ الكَيْلُ
هَبَّتْ رِياحٌ عاصِفةٌ وَصلَ الزُّبى السَّيْل
العَبثُ الظُّلْمُ الفَسادُ طالَ ظَلامُ اللَّيْل
المُسْتَبِدُّ في نَادي التَّدْليك والتَّجْميل
الرَّئيسُ يُجَدِّدُ شَبابَ جِسْمِه الهَزيل
يُغَطيّ بَياضَ شُعَيْرات صَلَعِ رَأسِه
يَعْتَقِدُ هكذا تَعودُ إلَيْه بِدايَةُ شبابِه
يَهْتَمُّ الأعْوانُ المُنْبَطِحون بِنَحْسه
كُلُّ الشّوارِعِ و السّاحات اِمَتَلَأت
أصْواتُ المَظْلومِ إلى السَّماء اِرْتَفَعَت
ضِدَّ المُستَبِدِّين حُرَّاسِ مَعْبَدِ الفَساد
ضِدّ علي بابا و أصْحابِه و مَن قاد
ضِدَّ 'الزَّعيمِ' 'المُلْهَمِ' الأوْحَد
أوْصَلوا الأُمَّةَ إلى حَدّ الاِلْحاد
أغْوارُ اللُّصوصِ عِنْدهُم تَشابَهَت
كَمْ مِن أعْوان علي بابا جَمَعَت
على حِين غِرَّةٍ أخَذَتْهُم الثَّوَرات
حاشِيَةُ فاسِدةٌ بِطانَةُ الزَّعيمِ الجَبان
مُرْتَزِقَةٌ خُدّام الأسْيادِ حُرّاسُ السَّجّان
مَنْ عَذَّبَ حَرقَ جُثَّةَ أخيه الإنْسان
مُفْلِسو السِّياسَة الهُروبَ يُخَطِّطون
الأهْلَ الأمْوالَ المَسْروقاتِ يُهَرِّبون  
أمْواجُ الثَّوْرَةِ تَجْتاحُ أسْوارَ قُصورِهم
زِلْزَالٌ قَوِيٌ عَطَّلَ مُخَطَّطات زَعيمِهم
ألَمْ يَدْرُسوا عُلومَ و قانونَ الفيزِياء
الضَّغطُ فيه اِنْفِجارٌ تَدميرُ الأحْياء
يا خائنُ الأوْطانِ يا قَاتِلُ الأحْرار
مَهْما مَكَرْتَ عَهْدُكَ في احْتِضار
فالشُّعوبُ الثّائِرةُ أخَذَتِ القَرار
لا ذُلُّ و لا هَوانُ فَقَط الاِنْتِصار  
طنجة 29/10/2019
د. محمد الإدريسي

No comments:

Post a Comment