Thursday, June 28, 2018

يومًا حين كُنْتُ ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / أمل عطية

يوما حين كنت أزهو بثياب الصبا الوردية  
يوما حين كان الربيع يختال على ثغرى،وتتهافت الفراشات من حولى . ويرف النسيم مبعثرا شعرى ،
سقطت  فى لوحة زاهية هاربة من حكاية اسطورية..وتصاحبنا يا حلما طويلا لم يكتمل ولم يرتحل  ولاينتهى ..يداعب الخيال فيلهى العقل عن مأساة واقع مزعج ..كنت دوما عذبا ورديا لم يغادرنى ..حيث الجمال والروعة والرقة ..جاهلة كنت أظن أن الحياة كما رسمها الخيال 
وظللت اتسائل لماذا أحلام البنات بالفارس على الحصان الأبيض لا تتحقق.لماذا يفجعن بواقع مر وقرصان بثيابه  السوداء وعينه العوراء التى لا ترى ولا تنصف .. يمسك سيفه يجز به مشاعرهن يوميا فى بلادة وقسوة لماذا تذبح مثاليتهن وبراءتهن بمدعيات غير مفهومة . ماذا يكسب اؤلئك القراصنة حين يئدون احلامهن ومشاعرهن الغضة ..ويقتلون فرحتهن على مذابح الأنانية..أى قربان هذا لابد ان تقدمه عروس النيل..وابدا لن يفيض نهر وتنهمر مياه رغد من مثل ذلك نهر أجدب  بالحياة وبالروح. لماذا تنادى وتدعى مجتمعاتنا بوجوب التضخية اذا حدث قدرا وعلقت احداهن مع مثل هذا القرصان الذى بلا رادع ..وتعلق هذه المسكينة فى ساقية تدور بها فلا تنتبه لعمر ضاع ولا لإنسانية اهدرت..ولا لقلب دفن قبل أن يتنفس ويمسك الكل كرباج ادارتها بكلمات بلهاء..( الحياة  لا تكون بالمشاعر)..أيها البلهاء بدون المشاعر لاتكون حياة ..بدونها نحن آلات تدار بقوة الدفع .. خلقنا الله بشر تدار حياتنا كما قال بالمودة والرحمة ..وليس بالغدر والقسوة وليس بذبح الإنسانية تحت ستار الواقع المر 
لماذا يا كل قرصان تغتال في تلك الاسيرة كل معنى و تتجرد من انسانية ...من يعوض تلك المسكينة  عن حياة ورحمة ومودة ومحبة وتقدير ...تظل تتلوى ألما كما طائر ذبيح حتى لو فرت من سفينتها المشئومة تظل تطاردها ذكريات عذاباتها فقد حفرت على جدران القلب بالناروالدم...

No comments:

Post a Comment