يا سارِقا الأوْطان
يا ساجِنا البُلْدان
يا مَنْ الشَّعْبَ أهان
يا بانِيا السُّجون
ما كانَ في الماضي مُحَرَّما
لِلنّاس في هذا الزّمانِ مُباحا
صاغوا نُعوتَ فَضائلٍ لِعُيوبِهم
بَرَّروا القَتْلَ و فُظَعائَهم
فَتَعَذَّرَ التَّمْيِيزُ و إصْلاحُهِم
الفَتْكُ فنٌ والخِداعُ سياسةٌ
غِنَى اللُّصوصِ نجاحٌ بَراعَةٌ
لا يَهُمُّ النَّصْبُ و المُراوَغَة
يَفْرَحُ بِما يَأْتي عَنِ السَّرِقَة
يَحْتَكِرُ كُلَّ أنْواعِ المُلْكِيَّة
هو في مَنْصِب ’المَسْؤُولِيَّة‘
"يَحِقُّ" النَّهْبُ و اللُّصوصِيَّة
فَهِي بَيْنَهُم لَمْ تَعُدْ رَذيلَة
بَلْ تَمَيُّزٌ في الفَضيلَة
بكُلِّ الأمْوالِ المسْروقَة
أبَداً لَنْ تَصْنَعَ السَّعادَة
غَيرُ صالِحَة
لِلْحَجِّ و العُمْرَة
لا تَقْطَعوا يَدَ السَّارِقَة
على يَدِ السّارقِ قُبْلَة
يا بائعا الأوْطان على رَصيف الصَّهْيونِية
لِلزَّعيم الأكْبَرِ لِلْفاشِية
لِلنَّتِنْ ياهو أَمِير النّازِية
في الإبْتِدائي قالَتْ المُعَلِّمَة
وَطَني الكَبِير مِنَ الشَّواطِئ المَغْرِبِيّة
إلى الأنْهار العِراقِية
في الإعدادي الثّانَوي و الجامِعَة
اكْتَشَفْتُ أنَّها لَمْ تَعُدْ عَرَبِية
قَسَّمَها مُلوكُ الطَّوائفِ بالمَعْصِيّة
لِتَرْقُصَ على أنْغامٍ عِبْرِيَّة
مرمي على الحدود أحتاج تأشيرة
رُؤوسُ الجَهْلِ لنا مُعاداة
تَعْتَقِدُ أنَّها رَبحَتْ المُباراة
لا تَغُرُّكُ الشُّعوبُ الصَّامِتَة
فهي في انْتِظار السّانِحَة
لِكَسْرِ الأغْلالِ الحَديدِيَّة
اسْتِرْجاعِ الكَرامَة
لِلنَّفْسِ الثِّقَة العِزَّة
أيُّها الطَّاغِية
كَفى عُبودِيَّة
كفى دَمُ الإنْسانِية
اقْتَرَبَتْ النِّهايَة
انْتَظِرْها كُلَّ لَحْظة
لا تُغَمِّضْ و لا ثانِيَة
مَنْ مَعكَ مِنَ القَتَلة
لِدَفْعِ ثَمَنَ الخَطيئة
لَنْ تَطولَ القِصَّة
و لا هذه القَصيدَة
طنجة 23/06/2018
د. محمد الإدريسي
No comments:
Post a Comment