Thursday, June 28, 2018

دعوة للسفر ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / سليم محمد غضبان

دعوةٌ للسّفَر-Indbydelse TIL Rejseٍ
للشاعر الدنمركي: Sophus Claussen

عندما كان العالَمُ أكثرَ إظلامًا و اتّساعًا،
عندها كان المرءُ يُسافرُ لأيامٍ بعربةِ البريدِ،

كانت الرّحلةُ تبدأُ عندما تضحكُ الشّمسُ في الصّباحِ،
و تنتهي عِنْدَ المساءِ في استراحةٍ في خانٍ-

كان العالمُ أكثرَ امتدادًا و تجزُّؤًا،
قَبْلَ أن يُكتشفَ بالكامل.

قبلًا، كانت عاملةُ المطحنةِ تُقبّلُ حِنطتَها التي طحنتْها،
الطّحينُ كان أقلّ جودةً، لكنه أكثرَ إدرارًا للرّبحِ...

كان المرءُ يُصَلِّي في كلّ لحظةٍ يصلُ فيها الى مدينةٍ،
و في مئاتِ المُدنِ كان النَّاسُ يُصلّونَ حتى قَبْلَ الصّلاةِ في روما-

عندها كان أبهى استادٍ و أضيقُ خانٍ
صفحةً مُنفصلةً من كتابِ العجائب.

هنا جبالٌ لم تطأها قدمٌ، هنا الطبيعةُ البديعةُ،
هنا القلاعُ و فتياتُها و ثقافتُها...

كان المرءُ يختبرُ العالمَ بالعرَبةِ و بالقاربِ
مثلَ أُسطورةٍ مُعقّدةٍ بلا نهاية-

عندما كانت العشيرةُ تُتركُ خلفَ الغاباتِ الكثيفةِ
كانتْ تفتقرُ للأفراحِ، لكنّها كانتْ غنيّةً بآمالها-

عندها كان المرءُ يعرفُ أنّ الموتَ قد يأتي في أيّةِ لحظةٍ،
وكان على استعدادٍ للتّضحيةِ بحياتِهِ من أجلِ هدفٍ سامٍ.

في ذاكَ الزّمنِ كُنتُ سأجرؤُ على اللعبِ الخَطِرِ
... في الماضي الخطِر، الذي لم يتحقّق لي...

أن أعشقَ و أكسبَ عذرائي و مُلهمتي
في أعلى بُرجٍ، خلفَ أعمقِ بحرٍ،

كي أُخبّئ خاتَمًا، عندما تَكُونُ قد أوعزتْ لي بالسّفَرِ!
لأقرضَ الشِّعْرَ لها أثناءَ الطّريقِ.

في عالَمٍ أكثرَ وحشَةً لكن أكثرَ إعدادًا
- من حاضرٍ مُفعمٍ بتشَتّتِ الفكرِ و الإرادةِ،

من حاضِرٍ بني بضلالِ الرّوحِ
مثل عانِسٍ مافتِئتْ تنتظرُ من يأتي ليخطُبها،

في عالمٍ، ليسَ فيه (إشْترِ أو بِعْ)،
لكن كلّ شَيْءٍ هو ملكٌ لمن صدق-

سوفَ أُسافرُ... سافِرْ معي وأرحْ عقلَكَ!
فالعالَمُ مُنعِشٌ مثل مقاطعةٍ قديمةٍ.

في الأنهارِ بضِفافِها الخُضْرِ بلونِ الرّبيعِ، سوفَ نعكِسُ أنفُسَنا،
و سوفَ تردُّ الأنهارُ إلينا أضعافَ ما نُعطيها.

ترجمها عن الدنمركية: سليم محمد غضبان
31-1-2018

نبذة عن الشاعرالدنمركي : Sophus Claussen 1865-1931

كان سوفوس كلاوسن ابن السياسي راسموس كلاوسن و هانّة سوفي. كتب بالإشتراك مع يوحنّاس يورنسن في مجلة البرج التي تعبر عن الرمزية. كان على علاقة ممتازة بالرّسام ألبرت جوتشالك.

No comments:

Post a Comment