Tuesday, July 23, 2019

الشعور بالدونية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / يوسف المحيثاوي

القوة المرتكزة على العجز :
الشعور بالدونية..          ٢  - ٢

" تبدأ عَظَمةُ الإنسان متى شرع يرى نفسه على حقيقتها.."..

تتعدد الأسباب المؤدية إلى خلق الشعور بالدونية وتفاقمه إلى حد العصاب..لكن أهم أسبابه على الإطلاق التربية.. وأساليبها وأشكالها..والمستندة على زرع الفشل والضعف والعجز و...في أذهان الأطفال..والتعامل معهم كفاشلين وعاجزين قاصرين..واستخدام صيغ التوبيخ والتهديد والضرب وصيغ التفضيل والمحاباة بينهم وإخوتهم وأقرانهم..
والقسوة في التعامل..وحالات نقص المحبة والود والحنان الحادة..والتمييز في المدارس والمجتمع على حد سواء..
بين الأطفال وفقا لمستوى ذكائهم وتقوقهم الدراسي..أو لوضعهم الاجتماعي والمادي و...
باختصار شديد : ينمو وينتشي الشعور بالدونية في المجتمعات التي تبنى فيها ذهنيات أبنائها بشكل مباشر..على مفاهيم إلغاء وإقصاء الآخر..والرأي الآخر
..ورفض التنوع والتعدد..والترويج للعنف والعدوانية بكافة أشكالها..إن هذا كله يقودنا إلى ما يسمى " عقدة التفوق "..
وربما " هذيان العظمة "..وهي آلية قد تؤدي في الكثير من الأحيان..إلى أن الفرد المصاب بالشعور بالدونية..قد يتمكن من تحقيق بعض النجاحات..التي تكون كفيلة بتأمين جو مزيف من الأمان..
لكنه سرعان ما يتلاشى مع أول موقف حقيقي يوضع فيه..مع أسباب ومصادر دونيته الحقة..فمجمل أقواله وأعماله وسلوكياته..تأخذ طابع العنف بحثا عن ما يسمى السلطة الخفية..الرغبة في السيطرة على الآخرين وقيادتهم والهزء والسخرية منهم ومن أعمالهم ..وحتى الخط من قيمتهم واحترامهم..واتهامهم بوصفات جاهزة..كل ذلك يشعر المصاب بالعلو والرفعة والرقي والنجاح والتفوق
..ودون بذل أي جهد وعمل حقيقي منتج
..هو يلقي التهم على الآخرين..ليدفعها عن ذاته..كلها وبمعظمها آليات تعويضية. .لا واعية تحت شعورية..لذلك يصعب كشفها وتبينها..أنا الوحيد الذي على صواب..وغيري خطأ..أنا الحضاري المتمدن وغيري المتخلف البدوي..أنا العارف..العالم..غيري الجاهل اللامدرك..
أنا المؤمن غيري الملحد والكافر..أنا القيم والأخلاق غيري الإنحلال والتردي..
أنا القوي..أنا...وأنا...وأنا..

تحياتي..
يوسف المحيثاوي/سورية.

No comments:

Post a Comment