انتقام
ربط ذراعه، عزف ببكائه نشيد وحدته، طهر جراحه، كتم ألم هوانه، مصمص شفتيه، عاتب شعورة بالضعف وهو القادر على الثأر ممن بعثروا كرامته لأجل عقب سيجارة وجدوه امام دارهم .
استمتع بغفوة لبرهة، نبهته طرقات موتورة، ميز صوت المنادى، سمعه ينفخ بنار الخلاف، حرضهم للاشتباك معه: اطحنوا هذا الجشع.
ساقه نباح النيكوتين بدمه ليأتيه، اقتنص الفرصة، ليصفع به عدوه، أجابه بمسكنة : ابو سعيد و ولاده خدوا السجائر بعد الخناقه روح اشترى منهم .
اتاه كأغنية رقيقه زعيق جاره اللدود يلعن جدوده.
منحه زائر الفجر مسلة ينخس بها خصمه، نفخ صدره طربا همس لذاته: أنا بائع الدخان الوحيد بالمنطقه، أبيع المحلى والمستورد، أعطى لمن لايملك الا ثمن واحدة او اثنتان ما يريد و افرد خيمة الستر على زبائنى المراهقين ".
عادت تتحرك حصوات غيظه، سدت مجارى روحه نذالة فتية لعقوا جميله، تركوه يسحل، توعدهم: سأتوقف عن بيعهم وهما يشعرهم برجولة مبكرة.
تراجع سريعا فى قراره خشية أن يبتلع ربحه غيره.
فتح مع الصباح دكانه متجاهلا نظرات الناس، تقاطر نحوه المدخنون، زعم لأولهم : أبو سعيد خد منى الصنف اللى بتشربه .
فرك يديه ابتهاجا وهو يسمع سباب ابو سعيد لمن ضن عليه أن يعطيه بالأجل، اتاه ثان نصحه أن يشترى السجائر فى المرة القادمة من أبو سعيد.
تصابى التاجر، لعب الكرة مع الأطفال بعد أن رشاهم بحبات ملبس، وشوشهم : ساعطى قرطاس لب لمن ينادى على أبو سعيد و يقول له هات عقب سجاره .
رش التاجر الماء بكثافة أمام فرشه. فاض كيل التصبر بأبو سعيد، سحب عصاه ليلقن التاجر علقة جديدة . ركض متعاميا عن فخ التاجر، تزحلقت قدميه فى الطين، نهض أكثر تصميما على تأديبه، فر التاجر صارخا مستغيثا وهو يلوح بالأوراق النقدية فى قبضته: ابو سعيد هياخد ايراد المحل.
حال الناس بين أبو سعيد ومايشتهى من قضم حنجرة التاجر، صموا أذانهم عن سماع دفاعه، تحلق الأطفال كالدبابير حول أبو سعيد يشدونه من كم جلبابه، يقرصون جلده بصراخ سيلازمه بقية عمره : ابو سعيد هات عقب سجاره .
طارق الصاوى خلف
No comments:
Post a Comment