اضمحلال اللون/ زكريا القيصر
هذا السَوادُ الذي يَلف حَولَ أعيني
ماهوَ إلّا دَوائِرٌ مِنَ اللهَبِ
يَتَقِدُ كُلَما أوقَدتُ حَرفاً..
هذا الأنينُ الذي يَصدرُ
بَعدَ مُنتَصَفِ الليل
ماهوَ إلّا
عَذابُ مَقبَرةٍ دُفنَت في روحي
كل هذا البؤسُ
الذي يَجتاحُني
فَهوَ مَن صُنعِك
أنامِلُك لاتَعرِف سِوى الرَمادي..
وَخَيالُك شاسِعٌ بِالمَهازِلِ
فَرَسمتَني..
ها أنا بَعدُك إنموذَجَاً لِلخِواءِ وَالتَبعثُر..
هكَذا يُسلَبُ اللونُ مِن حَياتي
ثُمَّ يَبدأُ الشَيطان يوجَهني
كَيفَما يَشاء..
هكَذا يُرَتَّل الحُزن بِحُجَرةٍ
مِن أصحابِ الجَحيمِ
فَيَنبَثِق المَوت البَطيء
المَوتُ المُقَيَّد..الذي لاحدودَ لَهُ مِن الألَمِ
يامَن رَسَمتَني وَمَلأتَني بِالمَهازِلِ
عُدّ إليَّ لكَي يَنطَفئ اللهَب
عُدّ إليَّ حَتى لاتَمس ألسِنة النَار صورَتُك
التي عَلَّقتُها بعَيني
عُدّ إليَّ مَهما كَلَفَ الأمر
عُدّ إليَّ فَأنا سَأُغادِر نَحوَ اللاشيء.
No comments:
Post a Comment