قالت محدثتي : أراك تبث شجنك بلوعة ومرارة , الحياة ليست طوق حزن على مدار الزمن فكثيرا ما يتفتق الفرح من بين ثناياها .
لذا علينا أن لا نضيع الكثير بالقليل ونهدر لحظات مسرتنا بأوجاع ربما نصطنعها أو نكّبر حجمها !. أليس مناسبا أن نتنفس نسيمات المرح قبل سموم الكآبة . !؟.
قلت : معك حق .
لأني أعرف عمق حزنها فحزننا مشترك , وهمنا واحد , لأن قضيتنا واحدة فهي مثلي تحمل حزن البلاد والعباد ومصائب ما يجري , لكنها معي تتجلد وتنطلق من قاعدة : تفاءلوا بالخير ولو حاصرتكم الهموم .
لذا إحتراما لنظرتها التفاؤلية ما أردت أن أقول لها : هذا الهم غير ما ورثناه أباُ عن جد... حتى صار سمتنا العامة . وصار غناؤنا بكاءً . وفي جلسات أفراحنا نتذكر موتانا , فيتحول ضحكنا نشيجا , تصوري الأم حين تشيع إبنتها لبيت الزوجية تودعها بالدموع .
والحامل في لحظات مخاضها تنسى سعادة الولادة لأنها مشغولة بهوية المولود
والزوج أول ما يدخل البيت و يسأل عن صحة زوجته ينظر في الوجوه ليقرأ هل المولود ذكرا أم أنثى .
والأم يوم زواج احد أبنائها تتذكر موتاها .
دعك عن هذا كله , مع كل ذلك الحزن كنا أسيادا . نختار حزننا متى نشاء ونغني ببكاء متى نشاء
لكن الهم الجديد شيء لا يطاق , باعونا قبل عشر سنوات ونيف لهوية غامضة , كل اربع سنوات نباع بذلة , جعلونا نكره الدين والمعممين والصلاة في المسجد , واليوم ننتظر بقلق مشترين آخرين بغض النظر عن هويتهم
فإذا تبسمنا فتلك مكابرة وإذا ضحكنا نضحك من شدة الألم .
# الهاشم
No comments:
Post a Comment