Friday, April 12, 2019

ذبيح ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / بسام الأشرم

ذبيح

لم يُشغِل بالي في لحظاتي تلك

غير ألمِ القيد الذي اشتد على مِعصَمَيّ مِن خلفِ ظهري

و قارورةِ زيتونٍ كنتُ قد خبأتها خلف خزانةِ ملابسِنا لِجوعٍ قد يُداهِمنا ..

ليتني أخبرتُ زوجي عن مكانها ..

كنتُ مُنشغلاً بِتكرارِ الشهادتين في سرّي و قد حان دوري ..

أتأمل الوجوه مِن حولي فأراها مِن خلالِ بياضٍ كضبابٍ أصابَ نظري ..

أسمعُ تمتمةٍ بين الجاثين على رُكبهم مثلي و بكاءَ مَن يحين دوره

فشخيرٌ شيئاً فشيئاً يتلاشى و جدلٌ بين اثنينِ جاثيينِ مِن خلفي :

- يامُغيث ..! مجرمون هؤلاء .. ما الذي يفعلونه بنا ..!!

- خَسِئتْ .. كيف تتهمهم بالإجرام يا جاهل ..؟! هُم دائماً على صواب ..

نحن نستهجن بعض أفعالهم لِقصورٍ في إدراكِنا .. ألا تفهم ..؟!

- أمجنونٌ أنتَ أم أحمق ..؟! أنظر ماذا يفعلون بِنا .

و مازالا في جِدالِهما بِصوتيهما الخافِتين و أنا غائبُ العقلِ و كل ما حولي ضبابي ..

لم أكُن أعرفُ أن الصوتَ يغيبُ عند الهَلَع

إلا حين حاولتُ الصراخ و قبضةٌ تسحَبَني على الترابِ بقوةٍ مِن قبةِ قميصي .

( بسام الأشرم )
12 . 4 . 2019

No comments:

Post a Comment