ذبيح
لم يُشغِل بالي في لحظاتي تلك
غير ألمِ القيد الذي اشتد على مِعصَمَيّ مِن خلفِ ظهري
و قارورةِ زيتونٍ كنتُ قد خبأتها خلف خزانةِ ملابسِنا لِجوعٍ قد يُداهِمنا ..
ليتني أخبرتُ زوجي عن مكانها ..
كنتُ مُنشغلاً بِتكرارِ الشهادتين في سرّي و قد حان دوري ..
أتأمل الوجوه مِن حولي فأراها مِن خلالِ بياضٍ كضبابٍ أصابَ نظري ..
أسمعُ تمتمةٍ بين الجاثين على رُكبهم مثلي و بكاءَ مَن يحين دوره
فشخيرٌ شيئاً فشيئاً يتلاشى و جدلٌ بين اثنينِ جاثيينِ مِن خلفي :
- يامُغيث ..! مجرمون هؤلاء .. ما الذي يفعلونه بنا ..!!
- خَسِئتْ .. كيف تتهمهم بالإجرام يا جاهل ..؟! هُم دائماً على صواب ..
نحن نستهجن بعض أفعالهم لِقصورٍ في إدراكِنا .. ألا تفهم ..؟!
- أمجنونٌ أنتَ أم أحمق ..؟! أنظر ماذا يفعلون بِنا .
و مازالا في جِدالِهما بِصوتيهما الخافِتين و أنا غائبُ العقلِ و كل ما حولي ضبابي ..
لم أكُن أعرفُ أن الصوتَ يغيبُ عند الهَلَع
إلا حين حاولتُ الصراخ و قبضةٌ تسحَبَني على الترابِ بقوةٍ مِن قبةِ قميصي .
( بسام الأشرم )
12 . 4 . 2019
No comments:
Post a Comment