Sunday, April 14, 2019

شربت المر من وجع الليالي ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الفاطمي

شربتُ الــــمُرّ من وجَعِ اللّـــــــيالي

سأسْردُ قصّتي سرْداً فصيحا***وأنشرُ في الورى العــــــــــملَ القبيحا
وأخبرُ عن فضائحَ في بلادي***بها العَمَلُ القبيـــــــــــــــحُ غدا مليحا
وفي مجْرى الحديثِ أبوحُ جهْراً***وأذكرُ عِنْدنا الشطط الطّلــــــــيحا
رأيتُ الظُّلْمَ في وطني طليــقاً***وفي جوْفِ المـــــــحاكمِ مُسْتــريحا
يُمارَسُ في الحياةِ بلا احْتراسٍ***وقد جلبَ المصـــــــــائبَ والفحيحا
////
عشقتُ الجدّ في التفكير طبْعا***فأصـــــــــبحَ مَصْدَري سُنناً وشـرْعا
وكنت أردّدُ الأشــــــــعارَ طِفلاً***فأُطْرِبُ في مُؤانستي السّـــــــماعا
وأشعرُ بالقَريحَةِ تَحْتَويني ***كأنّ الشـــــــعرَ أصــــبحَ لي مــــــتاعا
عشقتُ الضاد عشقاً صار حُبّا***بناتُ الفـــكرِ ترْفــــــعُهُ ارْتـــــفاعا
فكــــــــنتُ إذا أتاني نورُ ربّي***شعرتُ بفكرتي سَقــــــــتِ اليراعا
////
وشاء اللهُ أن أطأ العســـــــيرا***لأُصبحَ في السّجــــــونِ غداً أسيرا
نزلتُ السّجنَ في صِغري بريئاً***وكان الظّلمُ قد نصــــــبَ السّعيرا
أُسِرْتُ ببابِ مدرستــي صباحاً***وأمرُ الله أغضبنـــي كثـــــــــــيرا
شربتُ المرّ من وجعِ اللّــــيالي***فكان المرُّ في صـــــغري عسيرا
وما اغْتصبوا سوى طفـلا طَموحاً***نحيلَ الجسـمِ مُضطرباً صغيرا
////
قضيتُ العُمْرَ رَهْنَ القهْرِ ظُلما***وجُــــرمي كان في الظّلماء غَــمّاً
وعينُ الله تَرْعاني بِحِفْظٍ***لِأَحْـــــــــــــــــــــــتَمِلَ المآسيَ واللّئاما
أبيتُ على الطّوى في جوفِ قبْوٍ***وجوعُ البـــطنِ قد نسيَ الحراما
وفــــــــي الزنْزانة السّوْداءِ أبكي***كأنّ الظّلـــــمَ حوّلنـــــي ظَلاما
قضيتُ عـــــــقوبةً منْ دون جُرْمٍ***كأنّ الظّــــــــلمَ ألبسني وِساما
////
عَظيمٌ أمرُ ربّي في حياتي***وقد غرسَ النّهـــى في لُـــــــبّ ذاتي
هداني فاكتســــبتُ من المزايا***معارفَ في الحـــــــــياةِ وللمماتِ
وأضحى الظّلمُ في نظري قضاءً***تحتّـــــــــــمَ كيْ أمرَّ إلى حياتي
وما ظُلـــــمي سوى قدرٌ أتاني***وفي الأقـْـــدارِ درْسٌ للــــــــولاةِ
وما قصصُ الورى إلاّ صــــــراخٌ***يُردّدُه القَريضُ على الرّعــاة

محمد الدبلي الفاطمي

No comments:

Post a Comment