(قصتي مع الصيف)
كلمات الشاعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
الصيفُ يحلو بهِ السمرْ.....تحلو الليالي والسهرْ
هذي روائحهُ أتتْ.....ما أحلى ساعاتِ القدرْ
ما كنتُ عنهُ بغافلٍ.....ما كنتُ فيمن قد هجرْ
ياقومُ إني عاشقٌ....للصيفِ ما أحلى الثمرْ
الزرعُ أخضرُ مُزهرٌ.....يحلو لأبصارِ البشرْ
والماءُ عذبٌ باردٌ......للشطِّ يلطمُ لم يذرْ
والحُسنُ في عينِ امريءٍ....من حُسنِ من ألقى النظرْ
واللحظُ أزرقُ فاتنٌ....ما عادَ ينفعني الحذرْ
والعينُ أحورُ واسعٌ...مثلَ الظِباءِ من البقرْ
والثغرُ أبيضُ كالصفا.....والقلبُ أقسى من الحجرْ
لهُ منطقٌ مُستحسنٌ.....أسرَ الفتى فيمن أسرْ
لو يدري كم هامَ الفتى.....بجمالِهِ دونَ البشرْ
*****
الصيفُ أسعدَ مهجتي.....والقلبُ جافٍ ما شكرْ
كم كنتُ أجلسُ في الشُّرَف... .وأذوبُ في ضوءِ القمرْ
متمايلاً في نشوةٍ.....كالزهرِ أو غصنِ الشجرْ
والجوُّ يسكنُ طالباً.....فيهِ الفوائدَ والدُّررْ
مستنشقاً طِيبَ الهوا.....أزهو بساعاتِ السحرْ
تصفو القريحةُ عندها....والكونُ يُمسي مُؤتمرْ
كم قد أخذتُ من الحِكَم.... .وحفظتُ فيهِ من الأثرْ
وكتبتُ فيهِ قصائداً.....قد أعجزتْ كلَّ البشرْ
*****
واللهِ أُقسمُ صادقاً......من دونِ حنثٍ أو أَشَرْ
أني بأيامِ الصبا.....قد كنتُ أجلسُ للسحرْ
في ليلةٍ لم أعْدُها....أُنهي كتاباً لا مَفرْ
أُنهيهِ حفظاً مُتقناً..... فاعرفْ لنا هذي السِّيَرْ
لاسيما كُتُبُ الأدب.....والشعرِ في أبهى العُصُرْ
الناسُ تتعبُ كلُّها.....في حفظِ بيتٍ في ضجرْ
وأنا الذي آتي على....كلِّ القصائدِ في سحرْ
مُتغنِّياً بقصائدي.....من دونِ لحنٍ أو قِصَرْ
أدبَ القُدامى أخذتُهُ....أخذَ الأمينِ المُبتكرْ
*****
زمنٌ جميلٌ قد مضى....وأخذتُ منهُ من العبرْ
وحفظتُ آياتِ الكتا.....بشهرِ معْ نصفٍ حضرْ
من أشهرِ الصيفِ التي....فيها الورودُ معَ الصدَرْ
تلكَ الليالي هيَ الغُررْ....كم قد قضيتُ من الوطرْ
لولا الذي خلقَ الوري.....قد قلتُ ذا الخلقُ بعرْ
النفسُ في أُفْقِ السما.....وفؤادي للخيرِ انتظرْ
ما كانَ أحرى بالفتى......بينَ الخلائقِ والبشرْ
أنْ يجلسنْ فوقَ القمرْ.....لولا المشيئةُ والقدرْ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
No comments:
Post a Comment