( التكنولوجيا والإعلام المعاصر )
"..إذا عض الكلب إنساناً..هذا ليس خبراً.. أما إذا عض الإنسان كلباً !!!..هذا هو الخبر!!!..
"..هكذا يصنعون اليوم الدعاية السياسية اليوم..فأنت تثير الناس وتؤثر فيهم أكثر فأكثر - في وعيهم ولا وعيهم - ..متى ؟ كلما أثرتهم وهيجتهم..هذه التكنولوجيا اليوم قامت من خلال أدواتها وتقنياتها وتطبيقاتها على ماسماه خبراؤها وعلماؤها ومنظروها (حجم الذاكرة الزمني الصغير جداً الثانية..الثانية وأجراء الثانية)..
فقط من 4 إلى 10 أجزاء من الثانية..ومن ثم التكرار..تكرار الصورة والمشهد على الشاشة..
بفاصل زمني من - عُشر - 1/10إلى - خمسة أعشار - 5/10 من الثانية..بين المشهد والمشهد بين الصورة والتي تتبعها وتليها..خلالها ينبغي أن يتموضع الخبر ويسمر ويثبت في دماغ الإنسان..بجعل محتواه يخترق عقل المشاهدليصبح حاكماً متحكماً تماماً بإرادته..يصبح الجمهور لا قطيعا -ً بتعابير الأمس - بل" حشداً "..أولم يقل " كانط " ما معناه : " عندماأكون بين مئة شخص..أشعر أني لا أمتلك عقلي. ".. بالإثارةوبالتكرار تمتلك وتحرك الحشد..وبيسر وبساطة إلى السلوك الذي تريده أنت له..فأنت هنا حذفت وأقصيت وأبعدت المنطق والمعنى عن عقله وتفكيره..ولم يبق ثابتاً متحكماً ًبهذا الإنسان إلا تداعيات الصور و المشاهد وآثارها..وما تمثله..مع اللعب على الجمل والكلمات..لا بل يمكن أن تمتلك الدافع - بتعابير علم النفس - الذي يقذف جبال القاذورات والأوساخ القابعة في لاشعورك..
ألا نتذكرنستحضر معاً..كلمة (الحرية) والمشاهد والصور
التلفزيونية على الشاشات..
وبفواصل زمنية صغيرة جداًوالتي تصدرت اليافطات والرايات والخيام..وصدحت وبحت بها الحناجر والحدود الحاشدة على امتداد ساحات وميادين ما سمي ب (الربيع العربي )..هذا أساس وركيزة الإستعمار الإعلامي الجديد المعاصر في إستغلال واستثمار وعي البشر..ولا وعيهم على حد سواء..لتحقيق ما يريدون فقط..وفقط وبإنشاء وإقامة إمبراطوريات الإعلام وفيض الفضائيات..والشركات والوكالات والمحطات المسخرة لهذا الغرض
ودون الحاجة إلى الحرب والعنف والصراع وسفك الدماء..باختصار شديد.."..فالسوط مؤلم أما المخدر الروحي فممتع..وما دام القوي سيرغم الضعيف على الخضوع لإرادته مهما كلف الأمر
..فليفعل ذلك بمساعدة المخدر لا السوط.." أو " بالتلاعب بالوعي".
No comments:
Post a Comment