صداقة
اختار عنوان الكتاب بعناية ليشاركهما عيد الحب الأول، جعله متّكأً ليبثّ وجعه في نصّ يعجّ لوما وعتابا، حبيبة رسم معها أحلامه منذ الطفولة، تخيّلا شكل الفرح الذي سيقيمانه معاً، يوم التخرّج من الجامعة، وفرح افتتاح مكتبهما الهندسي، تصميمهما لبيت الزوجية، اتفاقهما على عدد الأولاد، تسميتهما لهم، لم يتركا جزيئية من حياتهما المستقبلية، الا وتطرّقا لها، ولم يكن صديقه بعيدا عنه في كل هذه التفصسلات، لقد كان أقرب من أخ، وأعزّ الأصدقاء، أثر الزنازين والحبس المنفرد، رافضا الاعتراف عليه, تحمّل التعذيب وقهر الإحتلال وحده، هو داخل السجن يعاني ظلماته لمدة خمسة أعوام، ورفيق الدرب والطفولة حرّ طليق، خبر ارتباطهما يفوح في أروقة السجن، ليس هناك من يجرؤ على البوح له به، أشهر مضت ولم تأت لزيارته، امتعض، أصرّ على أمّه أن تصطحبها، زيارات تمضي، ولم يشرق بريقها، أمام إلحاحه ولهفته، انفجرت الأم باكية، مصرّحة له بما حدث، انهار أمام عينيها، أعاده زملاءه إلى غرفته، استلّ يراعه وبدأ يكتب روايته، ليصدرها في ذكرى زواجهما الأول.
عمرأبوالرب/ فلسطين
No comments:
Post a Comment