Monday, April 29, 2019

إلى متى ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

إلى مَتى؟
أيا أُمَّةً هَجَرَتْ الشَّجاعةَ و الشِّيَم
الرُّجولةُ في الأجْداث مُنْذُ الأعْوام
ما أكْثَرَ ذُلُّ اليَتامى بَعْدَ المُعْتَصِم
خُنْتُم العَهْدَ بَعْد اليَمينِ و القَسَم
كَم دَفَعْتُم في كُلِّ اجْتِماعِ القِمَم
لِشِراء الخيانَة إهْداء أعْلى الهِمَم
 صَهْيونُ يَجُرُّكُم كَقَطيعٍ مِن الغَنَم
بنو قُرَيْظَةَ ما دخَلوا يَوماً الإسْلام
جَعَلْتُم حَياةَ إخْوانِكُم كَنارِ جَهَنَّم
مِن العَرَب كانوا أوْ مِن أصْل العَجَم
أما طالتْ يا تُرى عُقودٌ مِن الهَزائم
تَجُرّونَها مُنذُ زَمانٍ مِن كُلّ الأحْجام
إلى مَتى ظُلْمُ الطُّغاةِ و الأفواهُ تُكَمَّم
أيُّها الرّاقِصُ دَهْراً على أرْذَل الأنْغام
خَلَعْتَ رِداءَ الأخْلاقِ لَبِسْتَ الحَرام
تَنْهَضُ الدُّولُ تَتَقَدَّمُ أغْلَبُ الأقْوام
إلاَّ ناطقو الضاد يَتَخَلَّفون كُلّ يَوم
في جُلّ بُلدان العالَمِ يُختارُ الحُكّام
عِنْد العُربانِ الشَّعْبَ يَختارُهُ 'الزَّعيم'
النَّابِغَةُ الفيْلَسوفُ المُثَقَّفُ و الحَكيم
الرَّشيدُ المُتَحَرِّرُ مِنَ الكرامَة المُلْهَم
التّاريخُ يُعيدُ نَفْسَهُ و الفِرْعَوْنَ النَّعيم
اِبْنُ هامانَ و أهْلُهُ يَستَقْسِمون بالأزْلام
ما تركوا عوداً أخْضراً تَقِفُ عَليْه الحَمام
دَمَّروا البُنْيانَ حَرَقوا الأرْضَ و الأجْسام
بِأمْوالِ و ثَرْوَةِ الأُمَّةِ تُبادُ الشُّعوبُ بِعَزْم
إلى متى هذا الوَهْنُ و الخَوفُ مِنَ الكَلام
أما حان وَقْتُ الحُرِّيَّةِ و تَرْك عِيشَةِ النَّعام
أيَخافُ اللَّيْلُ مِنَ النَّهارِ تُفْضَحُ فيه الآثام
بَساتينُ الحُبِّ فيها رُفِعَتْ أَسْوَدُ الأعْلام
غابَ السِّلْمُ حَضَرَ الإرْهابُ لِذَبْح السَّلام
فَوَجَدَتْها حُجَّةً دُوَلُ الشِّرّ في عُصْبَةِ الأمَم
لِبَيعِ الأسْلِحَة لِيَقْتُلَ الأخُ أخاه و الأعْمام
عاد حَنينُ الاسْتِعْمارِ البَغيضِ لِأرْض الأنْعُم
الأمَّةُ لها أكْثَر مِن قِبْلَةٍ لِلصَّلاة و الجِمام
حُكَّامُها غَيَّروا كِتابَهُم المُقَدَّس الكَريم
بٍبروتوكولات آل صَهْيون و العهد القديم
مَتى أجولُ في أوْطاني بلا جوازٍ و لا اتِّهام
بلا أيِّ خَوْفٍ مِن اِقفال الحُدودِ و لا مُحام
كَيفَ قالوا بِلادَ العُرْبِ أوْطاني أنا فيها مُتَّهم
أزورُ القارَّةَ العَجوزَ بِتأْشيرَة واحدَةٍ لِأَسْتَجِم
حُرٌّ أخْتارُ الوِجهَةَ و أنا لَستُ مِن العَجَم
ألا يُخْجِلُك هذا أيُّها العُرْبانُ المُرْتَجِم
عارٌ على أُمَّةٍ تُصافِحُ يَداً أغْرَقَتْها بالدَّمّ
مَتى يَطِلُّ نَهارُكُم و تَسْتَيْقِظونَ مِنَ النَّوم
طنجة 27/04/2019
د. محمد الإدريسي

No comments:

Post a Comment