قصة قصيرة
صيف حار
في كل يوم، بعد منتصف الظهيرة، خارج المقهى وتحت الشجرة الوريفة، ألتقي بهما، وهما تجلسان على مقعدين متجاورين...تتناولان عصير الليمون البارد...تتهامسان وتتغامزان على الشباب العابرين بالشارع.
ساخارات من الجنس الآخر، بعد أن رموا عليه أفظع الخصال، من الحب الكاذب وشراهة الأكل والتنصل من المسؤولية، والتّخبّط في العلاقات...إلخ...إلخ:
_هذا طويل ويبدو عليه الهبل، وهذا ملابسه غير متناسقة مع شكله، وذو الشارب الكثّ الذي لم يشذبه منذ أن شم رائحة إبطيه، وهذ أنفه أفطح ربما قلل من نسبة الأكسجين، وهذا..و....؛ وعندما التفت إليهما بنظرة خاطفة، سرعان ما انفكت أيديهما من تحت المنضدة، عندما انتبهتا لوجودي أخيراً، وذلك لانشغالهما من الأول، ولم تعرفان بأن أذناي انقلبت فجاة لجهاز (رادار) سريع الالتقاط، هذا كله مع تحليلي لشخصيتهما كل على حدا، اتضح لي بأنهما تعانيان من مشكلة مع الجنس الآخر!
واحدة على ما يبدو أنها حملت في داخلها هذا التراكم من الكراهية منذ صغرها، والأخرى ربما تعاني من مشكلة عاطفية جعلتها تبتعد ألف ميل من بني جنسي، المُفترى عليه من خلال هجومها الغشيم.
(لا تسألوني كيف عرفت ذلك)!!
ونظرتا إلي كأنني صرصور فرّ من مذبحة جماعية...هبتا واقفتان وغادرتا، ودعتهما بعينيّ، والقصيدة الشريرة لنزار قباني في خاطري
(مطر...مطر...
وصديقتها معها...
ولتشرين نواح)!!
بقلم/ود الوكيل
No comments:
Post a Comment