على ضفة النهر
قبيل الغروب ..
كان النهر برحابة صدره يسير متثاقلاً…
كدقائق انتظار المحبين ..
تتماوج زرقته بالذهبي والأرجواني ..
وبعض ألوان ..
تتهامس الأشجار بهدوء
وكأنها تخشى أن توقض الحالمين هناك ..
وحدها كانت أمنية ..
تحاول أن تجد مكاناً قصياً عن الأنظار .
بثوبها الليلكي ووشاحاً أبيض بلون الياسمين
اقتربت من إحدى شجرات الزيزفون وكأنها ألفت المكان وعطرها الأخّاذ ..جلست ملاصقة لها فانثنت أغصانها الصغيرة بدلال ترد التحية الصامتة فانزاح بعض الوشاح الأبيض لتنسدل بعض خصلات شهر أمنية. بنية اللون نثرت بعض زهورها الصغيرة جداً معتذرة عن فعلها الغير مقصود…
تناولت كيساً صغيراً وأخرجت منه شمعة وقطعة من الخشب الخفيف ..
اقترب غصن جديد من أذن أمنية وهمس لها…
لمن ستوقدين شموعك ؟
وماذا تتمنين ؟..
أشرق محياها بابتسامة خجلى… كيف عرفتِ!؟
تنهد الغصن قائلاً ..منذ سنين وسنين وأنا مقيمة هنا على ضفة هذا النهر السخي…
شهدت دموع وأشواق وحنين ووداع ولقاء…
ولوحتُ لأطياف الراحلين ..
كفكفتُ دموع الأمهات وأمنياتهن بعودة أبنائهن وشهدت لهفة من تنتظر راحلاً سيعود يوماً..
طربتُ لغناء ودعوات وابتهالات… القلوب التي أوقدت شموعها وأرسلتها عبر هذا النهر
كنت أتوسل به أن يبقى أنيقاً فلا يطفئ شمعة قلب ينتظر غائبه…
تشيح الشمس بوجهها رويداً… .رويداً…
وقد أدركت أن تلك الشموع أبهى من نورها… وأغنى فهي رسائل من أحبوا بوفاء وإخلاص ..
فلايبقى سوى ذاك المنظر الرائع شموع طافية ونهر يهدهد الأمنيات حاملاً رسائل الشوق…
ياعزيزتي أمنية… .لمَ أنت صامتة وفي عينيك بريق يروي أسطورة تكاد تنطق بكل اللغات…
جميلة تلك الحكايا… وانا أحب الصمت لأسافر مع الكلمات لدنيا نقية فيها ترقص الأطيار وتنشد الأرض شعراً… والشجر يسبح بحمد من أودع الجمال في بعض القلوب النادرة .
ردت أمنية بكلمات رقيقة حالمة…
استطردت بعدها قائلة: ياعزيزتي أوقدتُ شمعتي وأودعتها من قلبي أمنيات ..
لعل أحلامنا المهاجرة تعود يوماً والشمع مازال متلألئاً… والنهر أنيق… .والشجر ينشد طرباً..
سيلتقي الرائعون يوماً…
فالأرواح على روعتها تقع… ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بقلمي ..عائدة حاتم
No comments:
Post a Comment