Tuesday, November 26, 2019

هو ذا أنا ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / أيمن السعيد

هو ذا أنا بقلمي..أ.#أيمن -حسين- السعيد..الجمهورية العربية السورية.
يوم كالح
يوم من غيوم داكنة
ومن غبار طازج
فشجيرات الطيون
لاألق فيها
فأزهارها الصفراء
أحالها نوفمبر للون البياض
تنتثر كريش ناعم مع الريح
ويمضي الطريق بي
وأمضي في الطريق
ملازما خطاي الريح الغبراء
تلسع برودتها أذناي
مزيلة كل أثر ماتبقى في الذاكرة
ماسحة من تجاويفها
ما علق بها من الحنين
لحب مضى في ماضي
 ومضي الطريق
فالغياب فيها بنكهة منعشة
خفيفا بلا سكر
أزالت ثقل الحنين
من القلب لطريق مسحت معالمه
يومي كيوم من ريح العرب
ينسون كل من آساهم
ينسون فيها كل من سبب لهم الأذى
يوم كممحاة لكل المبهمات
لكل الغموض والتساؤلات الغيبية
يسترسل في برد الريح
وسير وجهتها القدرية
وحداء الصمت مكررا
كتماوج الغيوم كموج البحر
مكررا في أيامه كالضحى
ولكن بلاشمس
وطيور الدوري تتنقل بحركتها
ملتهمة كل ماهو أخضر في طريقها
 فنوفمبر  لا تتوشح حوافه بالإخضرار
بل بالرمادية وطعم الحموضة
ونوافذ الشرفات نائمة على هول الخوف
على هول الصدمة والرعب
ولكنها ترنو إلى الله مستسلمة لأقدارها
لإنفجار يدوي من هنا أو هناك
ربما يأتي مصدره من مكان ما
في هذا العالم الحامض بالكراهية
ورغم ذلك فأجنحة الدوري تسترسل
في أجنحتها وتغريدها نحو الآفاق
وتحط على نباتات خضراء
يلوح فيها أمل البقاء والحياة
وتصل حتى أكمام الجبال
الموشحة بطحالب خضراء
يوم آخر لاعتزام الحياة
يوم من أعقاب ماض مضى
بأغانيه الجميلة
يوم لنشيد السلام لرياح الغائبين
يوم لي أنا كليم التراب والآفاق
أتتبع خطى مخالب الذئب
خوفا على الشياه
وأنا وحيد الوحشة
أتماسك محتفلا بهالة الحضور
محتفلا بحضور شحنات حب
يلوح قادما بكل أشعة الألق
محتفلا بخطاها
محتفلا بزينتها القروية
وتزاويق زركشات عباءتها البنفسجية
فتتفتح زهور قلبي
لما أنا زاهد بها فتستقيم قامتي
بينما هامتي تنحني كسنابل الحنطة
بثقل الحب فيها لها
بأروع الكلمات الترحيبية
بلا اعتبار لرسميتي وهيبتي
زائحا عن وجهي وقاري
مهيئا بكلماتي وسادة مطرزة
لتضمني وإياها
هو ذا أنا هذه هي حقيقتي
فنسيج الأرض تشابكني
وتشابك مشاعري
وكأنها تحتفل بحبيبها المطر
هو ذا أنا
كنحلات تحب رحيق وعبق زهورها
كعصافير تسترسل مغردة
لهول الحضور من غير رجفان
فصدى انفكاك القلب
من القيود تتردد بلا توقف
فأنتزع الآن حريتي إنتزاعا
في نشوة وسعادة باهرين
نعم هو ذا أنا
لا أذهب بعيدا في الحلم
عابرا لمياه صاخبة
هي نهر هذه الحياة
وكلي ثقة بكسب الرهان
مشرعا لجموحي كل الآفاق
هو ذا أنا هو ذا أنا
حتى في يومي الكالح هذا.
بقلمي..أ.أيمن حسين السعيد..الجمهورية العربية السورية..

No comments:

Post a Comment