Monday, November 25, 2019

الوارث ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

_______ الوارث_______
 الزوجان يعملان بهمة ونشاط في حديقة صاحب القصر...  الرجل ورث أمولاً طائلة لاتحصى ... ويسكنان في ملحق  من زاوية في الحديقة، فكان كلما مرَّ صاحب القصر من تحت النافذة
يسمع ما يلهجانه من دعاء لله كي يفتح لهما باباً للرزقٍ
وفي أحد الأيام جلس في مكان يسمعهما ولا يريانه... فسمع الدعاء المعتاد... قرر أن يقوم بتجربة وبطبع هذا الرجل كان كريماً لايترك باباً للصدقة إلا ويدخله. ولا لحسنة جارية إلا ويرفدها.
كما عرفت عنه طيبة للقلب وإيمان لاينقطع.
جاء إليهم، وقال:
_ أمضيتما في خدمتي حوالي الربع قرن، وكنتما مثالاً للأمانة والصدق وحق لكما الآن الراحة بعد هذا التعب. وسأعطيكما تعويضاً جيداً على خدماتكما السابقة.
وفوق هذا كله ستأخذان من المال ما يغنيكما سنة كاملة، تعيشان منه أثرياء لا إجراء
لم تنفع توسلاتهم بالبقاء ولابراءتهما أمامه من أي ذنبٍ.
قال لهما:
_ لم أتهم أحدكما بشيئ، ولاشك عندي بأنكما شرفاء وأُمناء... وأرجو من الله أن من يستلم الخدمة بعدكما أن يكون مثلكما، وضميري يدفعني لأن أعوضكما على ذلك.
وفعلاً كان ما أراد
اشتريا من هباته منزلاً، وأثثاه بأفضل الأثاث.
فأصبح الزوج يأتي كل شهر إلى محاسب القصر في أي وقت يشاء ليأخذ من المال الكثير دون عدٍ أوحساب!
مرّت أشهر على هذا الحال، فقالت له
زوجته: أنت تعلم إن هذا الحال لن يستمر، لقد اقتربت نهاية العام وسيتوقف عنا هذا الدعم!
 آتِنا بأكثر من حاجتنا من المال لكي نتصدق منه ونساعد غيرنا
أعجبته الفكرة... وخلال أشهر لم يبقَ في الحي فقير... بل غيرا بهباتهما جميع أهل حيهم.
ثم قررا بناء فندق لاستقبال المسافرين القادمين من أماكن بعيدة والعمل على خدمتهم مجاناً.
اختارا تقاطعاً لعدة طرق
وفتحا للفندق مقابل كل طريقِ باباً.
وشرعا في مساعدة القادمين ورعايةالنزلاء، والصرف عليهم كل ذلك مما يأخذه الزوج من مال الثري.
المباح له
انقضى العام وذهب للقصر وهو يعلم  إن الإمداد قد توقف له. جرب وحمل عدداً من رُبط النقود كعادته وأكثر منها هذه المرة... لم يعترض عليه أحد لذلك استمر على ما اعتاد عليه.
وفي إحدى الأيام سأل المحاسب صاحب القصر.
- لقد سمعت إنك أمرت الرجل أن يأخذ لمدة سنة كاملة، ولم تصدر لي أمراً بوقف الصرف له حتى الآن.
_  استمر بعطائه ولا تتوقف.
- ولكن لما ياسيدي غيرت رأيك؟
_لقدطلب من ربه أن يفتح له بابا ًواحداً للرزق... وفتح الباب لكنه هو فتح سبعة أبواب للصدقة!
جهاد مقلد/ سوريا

No comments:

Post a Comment