Saturday, November 23, 2019

الوفاء ... بقلم الكاتبة المبدعة الأستاذة / زكية أبوشاريش

الوفاء _________________________البحر : الطويل

سنوفي  بعهدِ  الله  حينَ   نقدِّرُ ___ خصالا   لكلِّ  الأنبياءِ  تُسطَرُ

وفيتُ  بعهدِ  الوالدينِ  لإخوتي___وأعطيتُ من قلبي وكنتُ أُصبَّرُ

على كُلَ من يؤذي ويأخذُ حقَّنا ___ويدمي جراحاً في الفؤادِ ويكسِرُ

وتلكَ نفوسٌ قد  تطاولَ  شُحُّها ___ فترضى  بكلّ الموبقاتِ وتنشرُ

تصادمَ  إكرامٌ   بكلّ   قبيحةٍ ___  وكُلُّ  خصالٍ  لا  أبالكَ   تُنشرُ

وقد هانَ حُبٌ لا يواسي عالِماً ___بأحوالِ مًن سقطوا ومن  يتعثَرُ

...................

ويُصلِحُ ما يُفضي لكُل فضيلةٍ___ ويبعدُ  ما  قد  شانَ  أو  يتذمَّرُ

لعلمٍ بأنَّ الوقتَ ليسَ مصاحباً ___شروراًرست من كُلِّ من يتكدَّرُ

فما  من  حياءٍ  يستسيغُ  مقالةً ___ تجرُّ هواناً  للصَّموتِ وتجهرُ

وما من غريبٍ عاثَ في أيِ بلدةٍ___ يناوىْ  سكَّاناً لهم من يُحرِّرُ

ويعلمُ أنَّ الطَّردَ والسجنَ جاهزٌ___لمن كانَ في قلبِ الخيانةِ يخطرُ

ومن  كانَ سبَّاحاً  يُجازفُ  مرَّةً___ويخشى مجاهيل الهوى ويُخيَّرُ

...................

أراني  كما  يبدو الشَّفيقُ بأُمَّةٍ ___ بها  كُلُّ أطيافِ  الشَّقاءِ وتُحقَرُ

أُراقِبُ عن بُعدٍ وأهفو كمرتجٍ ___ نوالاً  وحاجاتٍ   لها   يتحسَّرُ

وأُعطي لنفسي كُلَّ حقٍّ يصونها___وأبذلُ ما في الوسعِ لا أتذمَّرُ

وفي كُلِ أحوالٍ أراني  مُقصِّراً___عن الهدفِ الأسمى وقد أتشمَّرُ

فهل كانت الدُّنيا حظوظاً لصائدٍ ___يرى عُمقَ أمواه ولكن سيبحِرُ؟!

فلا  تأمَنن بحراً إذا كانَ هادئاً ___فتحتَ  هدوءِ  العادياتِ مُزمجِرُ

...................

أرى حَذِراً قد ضرَّهُ طولُ وهمِهِ___فنالَ الَّذي  قد كانَ  منهُ يُحذِّرُ

يُجرُّ  لأعماقِ   وتعلو  مصيبةٌ ___ لها  كُلُّ إصرارٍ فَرَانَ  مدمّرُ

فلا ثقةٌ تعطي  الجواب  لسائلٍ ___وكلٌّ  بهِ الأهواءُ تلهو وتَشطرُ

فخُذ  ما  أتاكَ  الله لا  لتذمُّرٍ ___  بِهِ   كُلُ  أخطاءٍ  بها   تتنمَّرُ

ودعْ كُلَّ مرذولٍ من القولِ راجياً___ عفوَاً غفوراً قد يُعينُ فتنصَرُ

ولا ترضَ  إلاَّ  بالخبيرِ مداوياً ___ لداء الهوى إن حلَّ  قد  يتأمَّرُ

.....................

ومن يرضَ بالمقدورِ عندَ مصيبةٍ___ فذا فرجٌ حتماً يجيءُ فأبشروا

وعندَ  إله الكونِ  ليسَ  مُضيّعاً ___ قليلٌ من  الذَّراتِ  لا تُتَصوَّرُ

فكن واثِقاً  أنَّ الجزاءَ  مؤجَّلٌ ___ إذا  كانَ في الدُّنيا ظلومٌ  يُبرِّرُ

ويأكلُ  دَيْنَاً لا  يرومُ  سدادهُ ___ ومن كانَ طمَّاعاً لِأهلٍ سيخسرُ

صلاةً  وتسليماً عليكَ رسولنا___ وللآلِ والصحبِ الكرامِ  نُكرِّرُ

فصلُّوا عبادَ اللهِ لا هانَ مؤمنٌ___ ورحمةُ ربِ الكونِ تعلووتثمرُ

.....................

الأربعاء 23  ربيع أوَّل  1441  ه

20  نوفمبر 2019 م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

No comments:

Post a Comment