Thursday, November 21, 2019

حمامات وسيم ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / الجامعي بوتشي

حمامات وسيم
زوجٌ من الحمام حطّ على الشرفة في الطابق الرابع عشر من عمارة بحي النعيمية/ بامارة عجمان ،استقرا بقفص كبير اسود الاسلاك:سيضعان بيضا فيحرمان علينا الخروج الى الشرفة". لكن وسيم كان يتجشم كل يوم عناء اطعامهما واروائهما خصوصا في اتون حرارة شهر يوليوز، بعد يومين، كانت هناك بيضتان تسطعان بين اسلاك القفص.  كثيرا ما كان وسيم يبكر ليفتح باب الشرفة بهدوء متوَجسا ليضع  حبوب الطعام ويملأ اناء الماء. "اذا فزعا سيهجران البيض".  اهمس لوسيم ،غير أني كنت متيقناإنهما سيبقيان كطبع كل الطيور في هذا البلد إذا ألفوا فضاءا لزموه، مطمئنين وادعين و لم يشعرا بالفزع رغم أن وسيم كان يجتهد في العناية بهما ،فإذا فتح الشرفة بحذر يتطلعان إليه  بفضول و ترقب. في ذاكرتي ترسخ خوف الطيور من الانسان و خوف الإنسان من المجهول.صباحا و انا على ابحرفي ملكوت الهاتف أسمع صوت ارتطامٍ بالزجاج و رفيفَ اجنحة. تنزاح عيناي تلقائيا عن الشاشة. إحد الزوجين يحرك رأسه ناظراً إلى الداخل باحثا عن أحد. تعود عيناي مجددا الى الشاشة. أسمع نقراً على الزجاج، مرة اخرى أصوب نظري نحو الصوت. لم اكن مخطئاً. قمت من جلستي فنظرت عبر الزجاج في عينيه، كانت عيناه ثابتين بتحدٍ، اذا فتحتُ باب الشرفة ستفزع و تطير".  اسدل الستارة واعود الى انشغالاتي سيأتي الآن وسيم الى حماماته ،لابد أنه يرتبط بهما برباط خفي  من الألفة والحب ليملأ اناء الماء ويغدق عليهما  حبا يملأ حويصلاتهما

No comments:

Post a Comment