Monday, November 11, 2019

الإلياذة المحمدية ... بقلم الأديب المبدع الأستاذ / أحمد جاد

الإلياذة المحمدية شعر : د . أحمد جاد

الجزء الأول

1ـ شــــوق واستعطاف

يَا زَائِراً رَوْضَةَ الْمُخْتَارِ   وَالْحَرَمِ

أَرْضَاكَ رَبُّكَ بِالْإِنْعَامِ   فَاسْتَقِمِ

تَاقَ الْفُؤُادُ إلى رُؤْيَاهُ مُرْتَجِياً

بُرْأً لِصَبٍّ مِنَ الْأَشْوَاقِ لَمْ   يَنَمِ

يَا سَيّدَ الْخَلْقِ عُذْراً لَسْتُ ذَا   قَدْرٍ

حَتَّىْ أَحُوْذَ رِضَا الْمَعْصُوْمِ   بِالْكَلِمِ

لَكِنَّهُ الْشُّوْق مَا أَحْيَا   يُؤَرِّقُنِيْ

وَالدَّمْعُ يَقْطُرُ مِنْ عَيْنَيّ   كَالدِّيَمِ

يَا خَاتَمَ الْرُّسْلِ إِنِّيْ بِالْهَوَىْ   وَلِعٌ

مَنْ ذَا يُجِيْرُ فُؤَادَ الْعَاشِقِ   الْسَّقِمِ

إِنِّيْ لَأَمْدَحُ خَيْرَ الْخَلْقِ   قَاطِبَةً

بَلْ أَمْدَحُ الْنَّفْسَ فِيْ مَدْحِيْ   وَفِيْ كَلِمِيْ

إِذْ مَدْحُ أَحْمَدَ تَكْرِيْمٌ   وَتَزْكِيَةٌ

لِلْمَادِحِيْنَ لَهُ كَالْنُّوْرِ   بِالْظُّلَمِ

هَذِيْ مَقَالِيْ وَذَا عُذْرِيْ وَذَا   كَلِمِيْ

فَاقْبَلْهُ مِنِّيْ وَجُدْ بِالْعَفْوِ   وَالْكَرَمِ

لَا يُنْكِرُ الْشَّمْسَ إِلَّا مَنْ بِهِ   سِقَمٌ

وَكَيْفَ يُنْكَرُ مَنْ فِى النَّاْسِ   كَالْعَلَمِ ؟

2 فضله ومكانته

يَا خِيْرَةَ الْحَقِّ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ   عَجَمِ

يَا دُرَّةَ الْتَّاجِ بَيْنَ الْرُّسْلِ   وَالْأُمَمِ

يَا بُغْيَةَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْعَرْضِ   وَالْفَزَعِ

بِالْنُّوْرِ تَسْطَعُ وَالْآيَاتِ   وَالْحِكَمِ

فَالْخَلْقُ تَهْتِفُ يَوْمَ الْحَشْرِ   رَاجَيَةً

يَا سَيِّدَ الْخَلْقِ قُمْ لِلْتَّاجِ   فَاسْتَلِمِ

يَا مُنْقِذَ الْخَلْقِ مِنْ بَغْيٍ وَمِنْ   عَسَفٍ

مِسْكَ الْخِتَامِ وَخَيْرَ الْرُّسْلِ ذَا الْعِظَمِ

يَا مَنْ عَلَيْهِ صَلَاةُ الْلَّهِ لَمْ   تَغِبِ

فِيْ كُلِّ وَقْتٍ بِلَا وَقْفٍ وَلَا صَرَمِ

صَلَّىْ عَلَيْهِ الّذِيْ بِالْنُّوْرِ   أَرْسَلَهُ

يُحْيِى الْمَوَاتَ بِذِكْرٍ غَيْرَ   مُتَّهَمِ

إِنْ صَارَ لِلْدِّيْنِ صَرْحٌ أَنْتَ صَاحِبُهُ

بِالْنُّوْرِ جِئْتَ فَكُنْتَ الْنَّاصِرَ   الْقِيَمِ

صَلَّىْ عَلَيْهِ الَّذِيْ بِالْحَقِّ   أَرْسَلَهُ

صَلَاةَ خَيْرٍ مِنَ الْرَّحْمَٰنِ   كَالْدِّيَمِ

3 خلقه

مَا كُنْتَ إِلَّا كِتَابَ الْلَّهِ فِيْ   خُلُقٍ

يَا صَاحِبَ الْخُلُقِ الْمَحْمُوْدَ فِى   «الْقَلَمِ»([1])

بِالْنُّوْرِ جِئْتَ وَذِى الْأَيَّامُ   حَالِكَةٌ

فَكُنْتَ شَمْساً بِهَا تَسْمُوْ عَلَى   الْنُّجُمِ

قَدْ شِدْتَ صَرْحاً عَلَى الْأَخْلَاقِ   مَبْعَثُهُ

فَمَادَ   حُكْمُ عِبَادِ الْنَّفْسِ وَالْصَّنَمِ

4 ـ الأرض قبل بعثته

قَدْ كَانَتِ الْأَرْضُ فِيْ ظَلْمَاءَ   غَارِقَةً

حَتّىْ أَتَيْتَ فَكُنْتَ الْشَّمْسَ   لِلْظُّلَمِ

وَالْظُّلْمُ يَرْفَعُ فَوْقَ الْأَرْضِ   رَايَتَهُ

فَأَمْسَتِ   الْأَرْضُ بَيْنَ الْكَوْنِ كَالْدُّهُمِ

5 ـ  تبشير الرسل به وإرهاصات مولده

قَدْ   أَبْلَغَ الْرُّسْلُ عَنْهَ قَبْلَ بَعْثَتِهِ

نَاجَى   الْخَلِيْلُ بِهِ الْرَّحْمَٰنَ مِنْ قِدَمِ

وَكُنْتَ فِى   الْلَّوْحِ قَبْلَ الْخَلْقِ مُدَّخَراً

نُوْراً   تَنَقَّلَ فِيْ أَرْحَامَ طَاهِرَةِ

حَتَّى اسْتَقَرَّ   بِأُمِّ الْصِّدْقِ وَالْكَرَمِ

وَالْصَّادِقِ   الْوَعْدِ يَوْمَ الْحَشْرِ كَالْعَلَمِ

قُصُوْرُ   بُصْرَىْ بَدَتْ مِنْ نُوْرِ مَوْلِدِهِ

وَأُطْفِئَتْ   نَارُ فُرْسٍ يَوْمَ ذَا الْكَرَمِ

إِيْوَانُ   كِسْرَىْ هَوَىْ خَوْفاً لِمَنْزِلِهِ

وَغَاضَتِ   الْنَّارُ بَعْدَ الْوَهْجِ وَالْضَّرَمِ

مَنْ   يَسْتَضِيْءُ بِهِ بَدْرُ الْدُّجَىْ رَغَباً

خَيْرُ   الْبَرِيَّةِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

6 ـ استرضاعه  في بني سعد

فَازَتْ   حَلِيْمَةُ بِالْمُخْتَارِ مُرْضِعَةً

مِنْ بَعْدِ   تَرْكٍ لَهُ مِنْهُنّ لِلْيَتِمِ

وَاخْتَارَ   ثَدْياً لَهَا عَدْلاً وَتَسْوِيَةً

كَيْ لَا   يَجُوْرَ عَلَىْ حَقٍّ وَلَا قَسَمِ

يَا مَنْ   تَفَجَّرَتِ الْخَيْرَاتُ فِيْ يَدِهِ

فَأُرْسِلَ   الْضَّرْعُ بَعْدَ الْجَدْبِ وَالْسِّقَمِ

وَأَيْنَعَ   الْزَّرْعُ فِيْ رَمْضَاءَ قَاحِلَةً

فِيْ آلِ   سَعْدٍ بُعَيْدَ الْجَدْبِ وَالْعَدَمِ

([1]) إشارة إلى قوله تعالى في سورة القلم مادحًا نبيه  : (وإنك لعلى خلق عظيم) [القلم:4].

No comments:

Post a Comment