قصيدة بعنوان : قصة الشعب الحمار
هكذا تبقى تدور الراحية
الشعب ليس سوى مطية ... كالحمار
يدور حول الساقية
طول النهار
ليرتوي السادة الكبار
وحينما يشتد عسف القيظ في وسط النهار
ويبطئ في الخطى
إذ يعتري الإعياء جسده
ويغلبه التعب
يمتطيه السادة الفجار
المتخمون من اللحوم
وكل أنواع الحبوب مع الخضار
ويزجرونه
مع أنهم من كد كتفيه _الهزيلة _ أتخموا
ومن عرق مسيره
وغير قش يابس لم يطعمونه
ليظل مطواعا هزيلا
وهكذا تبقى تدور الراحية
ثم يهوي متعبا
من شدة الظمأ الحمار
فوق أرض أشربته الذل والقهر
فاحذر يا حمار
أن تعد الساقية
لك موطنا
إنه سوق الكبار
أنت حمار وداعة
تدور آناء النهار
مثلما عقرب ساعة
فجأة
يخبو هدير الماء فيها
لقد نضب
فهوى عمود الساقية
ولا تدور الراحية
مات الحمار من الظمأ
سقط الحمار من التعب
ولا يزال المتخمون والسادة الكبراء
في احتفال صاخب
يصفقون
ويأمرون ويزجرون
لكي تدور الراحية
لكن صاحبنا الحمار
هوى صريعا
مثل خرق بالية
تحت ثقل الراحية
وبعدها باع الكبار الساقية
أما الشراة ...كسروا الرحاة
ألقوا رفاة حمارنا
في مياه البحر
لذاك صار البحر ميتا
لأنه ماكان بحرا ذات يوم إنما
حتما مزيج من دموع ودماء ومرارة
لراحية تفطر قلبها وساقية هوت
أجزاء جثته جميعاأشبعت
ملحا وماء
صارت وعاء للمرارة
وللبقايا
والوضاعة والحقارة
خسر الحمار الساقية
وجحاشه المتناثرة
في كل أرض الله
تستجدي الجداول والعيون
كسروا عمود الراحية
حتى تغير اسمها
من ساقية لحانة
أو مبغى
للصوص و للدعارة
يال الحمار الذي أمضى حياته كلها
خادما أسياده
مرارة
وقضى مرارة
أيها التاريخ سجل ...... بمرارة
سجل لمأساة الحمار
داست على أشلائه أقدام سادتنا الكبار
سجل لمأساة الحمار
داست على أحلامه أقدام سادتنا الكبار .
No comments:
Post a Comment