قصةقصيرة
------ عريس منتظر-------
يقول المثل الشعبي
(طب الجرة على تمها بتطلع البنت لأمها)
هذا ما أرادته الأم.
أرادت ابنتها نسخة عنها، أوردتها صفاء خبرتها، ورسمت لها الطريق بكامل شاخصاته، لكن لم توفق في البداية... لكل انسان طبائعه المختلفة أحبت ابنتها الحرية، أحبت أن تكون سيدة نفسها.
قريباً ستغدو كأمها سيدة بيتها كانت محاولات الشاب زميلها في الدراسة السابق للتأثير عليها محببة لديها.
وعدها بالزواج في أقرب فرصة
ها هو يقول انه سيتقدم لخطبتها رسمياً.
صدقت كلامه اللطيف الشاعري
لم تكن تعلم بأن لسانه ينطق بما يملي عليه خبث عقله.
براءة الابنة التي قاربت العنوسة كانت تحثها القبول بعريس قبل أن يصفر قطار الزمن مودعاً ليغادر المحطة.
نعم... الصادق يصدق على ماتربى من إيمان وحسن خلق.
دفعتها تلك الصفات لأن لاتُكذّب مالا تعلم من عمق دهائه.
دعاها يوماً لحفلة ميلاد لصديقٍ له أَبت وتمنعت وقاومت رغبته، ولكنها لم تستطع مقاومة رغبات قلبها العاشق البريء.
نعم صدقت ما لا يجب أن يصدق.
ذهبت معه تجر برجليها جراً!
كان عقلها يسابقها إلى المكان الذي تخيلت فيه الطرب والمطربة والموسيقى، حسب ماكانت دعوته
رغبها بحضور الصبايا من صديقاتها كما قال لها.
فجأة تذكرت كلمات أمها وتذكرت كيف تنظر النسوة من جيرانها إليها. كلما كانت عائدة من كليتها. يرسلن سلامهن إلى والدتها ويصنفنها بالمحترمة الشريفة العفيغة
لم يفُتّها دعوة أُمها لأن تأخذ من سيرتها ومسيرتها طريقاً ومنهجاً تخطو عليه لتسلم حياتها من القيل والقال في كل درب تسير عليه.
لكن عقلها الذي تحركه
عبارات الحبيب المعسولة الملتهبة كانت تنطلق من فمه كسلاح سريع الطلقات فيقطع سلسلة أفكارها ويجمد إرادتها، سارت معه إلى حيث تدري ولاتدري.
لكن إرادة الله كانت أكثر دراية بنواياه، وقف شاب يسلم على حبيبها ويسأله همساً، من تلك الحسناء التي أحضرت؟
وكان قلبها دليلها... ياللهول!!
لم يُنكر عليها الصوت! إنه صوت تسمعه كل يوم في البيت!
مشاجرات ومشاحنات بين والدها وأخيها الكبير حين يعود أحيانا إلى البيت، لتسقبه رائحة الخمر... يدخل مترنحاً ليرمي بنفسه على الأرض.
فينام متلحفاً بثيابه على أرضية الصالة.
لم ينفع نصح والده ولا ضربه أو توبيخه... لم يستطع أن يقومه، ليهديه الطريق
نظرت حولها... كانت قربها بوابة لحديقة منزل لاتعرف لمن... ولكنه كان باب لنجاتها!
تسللت منه على عجل دون أن يلحظها أحد.
تصادف تلك اللحظة مرور فتاة ابتعدت إلى حد ما عن الشابين أثناء حوارهما فتبعاها على عجل
أما هي فخرجت من الحديقة تندب غفلتها وتحمد ربها على النجاة من براثن الوحش
وصلت إلى البيت، رمت بنفسها في حضن أمها وهي تقبلها باكية، وتقول: نعم يا أماه سأسير على نصحك وأتصرف بإرادتك...
جهاد مقلد/ سوريا
No comments:
Post a Comment