دماء مشبوهة
ضربات الطبل مع قرع الدفوف والزّغاريد أيقظتني، وهرعت للعين الساحرة على بابي، وكم أسعدتني أصوات الفرح وضوضاء العرس، وأنا أتابع وأسمع همس المحتفلين.
قالت إحداهن: صغيرة بس المهر بيطمّع!.
ردت أخرى: إي، والعريس كبير، بس غني، غني كتير!
قالت سيدة أكبر سناً: إي، وبيقولوا إنّه كان متجوّز قبلها،بس طلعت عايبة، وهو قتلها بإيده، وقت شافها بالسرير مع الشوفير!
علت أصوات الإحتفال، وعدتّ لفراشي، وأنا أفكر بابنة جارنا؛ الفتاة اللطيفة، ذات الستة عشر عاماً، لم أتعرّف عليهم بنفسي، ولكن أخبرتني جارتنا المشتركة بأن الوالد؛ رجل دين صارم، لايسمح بزيارة الجيران ولايلق التحية على أحد، والوالدة مؤمنة، بلاصوت، تخدم العائلة بالطيبة.
بعد سنتين
أيقظتني أصوات صراخ وعويل، قفزت إثرها نحو العين الساحرة على بابي.. صدمني جري الأقدام، والباب المفتوح للجيران وكلمات الفاجعة بموت الفتاة، أو قتلها، و.. بل جريمةشرف.
تولّيت الدفاع عن المغدورة بطلب من المحكمة، ولكنّ القاضي؛ أنهى القضية، بضربات المطرقة الخشبية،وأعلن الحكم" براءة"، فقد رأى زوجته مع البستاني في غرفة النوم وبدافع غيرته والشّرف، أمسك مسدسه وقتلها.
خرج القاتل مرفوعاً على الأكتاف؛ كرجل غسل عاره، ونُقلتْ الأم إلى العناية المشدّدة وهي تحمل ورقة طلاقها، وأنا أبحث في حيثيات القضية قرأتُ؛ بأنّها الجريمة الخامسة للزوج، وبأنّه وظّف البستاني، منذ شهر واحد، وبعد الجريمة انتقل للعيش في بلاد بعيدة، وتأكدتّ بأنّ الفتاة بريئة، ولكنني.. أنا العاجزة والمقيّدة بأحكام وقوانين، لا تنفع أمام من يدفع أكثر.
ليلى شقوف- سوريا
No comments:
Post a Comment