#هَلْوَسَة
مَا قُلْتُ قَبْلَ اليَوْمِ شَيَّا...
أَنَا لَنْ أَقُوْلَ الشِّعْرَ إلَّا
إنْ رَجَعْتُ بَأَحْرُفِي
بَشَراً سَوِيَّا...
ولَسَوفَ أُمْعِنُ
في رَحِيلِي واغْتِرَابِي
أَنْسَلُّ مِنْ جِلْدِي
ومِنْ عَقْلِي ومِنْ حُزْنِ
الصَّحَارَى في إِهَابِي
وفِرَى البُغَاةِ الأْدْعِيَاءِ
على لِسَانِي أَوْ يَدَيّا...
ولَسَوْفَ أَبْحَثُ
فِي نِفَايَاتِ المَهَاجِرِ
عَلَّنِي أَلْقَى بِهَا
جِلْدا يُنَاسِبُنِي طَرِيَّا
وأُذِيْبُ فِي رَأْسِي
الذي أَفْرَغْتُهُ قَهْراً
صُهَارَةَ أَلْفِ ثُعَبانٍ
وذِئْبٍ بَاسِمِ القَسَمَاتِ
يَجِرِي النُّورُ مِنْ شَدْقِيهِ
شَلَالاً سَنِيَّا!...
لِتَئِجَّ أَغْمَارُ الثُّلُوجِ بِوَرْدِهَا...
خَفَرَ الخُدِودِ
العَاشِقَاتِ، تُعِيدُنِي يَوْماً،
إلى عُمْرِي صَبِيّا...
أَنْسَلُّ تَحْتَ غُلَالَةِ الفَيْرُوزِ،
تَسْحَلُنِي النّجُومُ الهَامِسَاتُ
بِأَحْرُفِي، فَجْراً نَدِيَّا...
أَنَا لَنْ أَقُولَ الشِّعرَ
إلَّا أَنْ يُنِيخَ رِكَابَهُ الأَعْشَى،
بِأَشْعَارِ البَدَاوَةِ كُلِّهَا،
في مَدْخَلِ المَلْهَى...
ويَرْقُصَ لِلصَّبَاحِ
مُحَنْجِلاً في صَالَةِ (الدِّيسكُو)
ويَسْمَعَ أنّةَ (البُوغِي) حَفِيّا...
ويَكُفَّ عَنْ سَجْعِ الحِدَاءِ
ويَشْرَبَ السَّاقِي
وغُنَّتَهُ هَنِيَّا...
أَنَا لَنْ أَقُولَ الشِّعْرَ،
مَا لَمْ يَنْحَنِ، الشُّعَرَاءُ إجْلَالاً
على تَسْبِيحَةِ (اليُوغَا)...
وغُرَابِ (آلَانَ) الفَقِيهِ،
لِيَسْتَقُوا أَدَباً نَقِيَّا!!!...
كُلُّ الذي قَدْ قُلتُهُ مِنْ قَبْل
كَانَ ولَمْ يَكُنْ!!
مَا عُدْتُ أَحْسَبُهُ عَلَيَّا...
هَوَسٌ وتَخْرِيفٌ
حَسِيسُ الجِنِّ في القَفْرَاءِ
أَسْكَنَهُ دِمَاغِي،
حَيْثُ لَمْ أُمْسِكْ لِسَانِي،
كَانَ مِثْلَ مَسَامِعِي
رَثّاً عَصِيَّا...
سَأَظَلُّ رَغْمَ ثَقَافَةِ التَّغْرِيبِ
أَصْدَحُ هَهُنَا
فِي هِذهِ الأَرْضِ
العَتِيقَةِ يَعْرُبِيَّا
سَأَظَلُّ رَغْمَ أُنُوفَكِمْ
يَا أَدْعِيَاءَ الضَّادِ
لِلْفُصْحَى نَبِيَّا...
وسَتَنْغِضُونَ رُؤُوسَكَمْ
دَوْماً إلِيَّا...
فَتَرَوْنَ هِذي
الشَمْسَ تُشْرِقُ
كُلَّ يَوْمٍ
- يَا خَفَافِيشَ الظَّلَامِ -
مِن اليَرَاعِ بِإصْبَعَيَّا...
يَا مَنْ عَيِيتُمْ بِالتَّلَادِ
ورَاعَكَمْ فَجْرٌ تَجَدَّدَ
فِي مَآقِي الضَّادِ حُرّاً
عَسْجَدِيَّا...
يَامَنْ قَطَعْتُم ثَدْيَ أُمِّكُمُ
وقُلْتُمْ إنَّهَا عَقُمَتْ بَغِيَّا...
مَا هَمَّهَا سَرَفُ العُقُوقِ
ولَا الضَّحَالَةِ فِيْكُمُ
وعَلى شِفَاهِ الدَّهْرِ
يَجْرِي مِنْ طَلَاوَتِهَا سَرِيَّا...
تَسْتَمْرِئُ الأَجَنَ الضَفَادِعُ
كَيْ تَنِقَّ
وتَجْهَلُ الشَّهْدَ الشَّهِيَّا...
فَابْقَوا عَلَى قَرَفِ الضَّحَالَةِ
في تَخَارِيفِ الخَلَائِقِ
حَيْثُ أَنْتُمْ سُجَّداً
وعلى المَهَانَةِ
مِنْ مَقَامِعِهِمْ بُكِيَّا...
#خالد_الخليف
الشام
No comments:
Post a Comment