....................مواكبها.................
وكم طافت بنا الدنيا وكم سارت مواكبها
وكم كنا بها نجري ونلهو في مناكبها
وكم أبكت لنا عينا بدمعات نساكبها
وكم ساقت لنا فرحا وجاء الحزن يركبها
فلا فرح بها دام وثوب الحزن ناسبها
عجبت لمن بها يحفل ويركض في مضاربها
وينسى كم به تنظر وتنظر من يضاربها
ومن يخطو به كبر علا فوق مراكبها
وكم أفنت لنا أملا وغالت في مطالبها
وكم تعطي لمن بعد وتنسى من يقاربها
فلا تحفل بما أعطت ولا تغلو تعاتبها
فكم ضحكت لها وجه كمثل البدر ترقبها
وإن تعبث فقد مالت فكيف إليك تسحبها
هي الدنيا فإن نفرت فمن منا يجاذبها
ومن يعلو بلا جهد فذاك من مصائبها
فإن يأتي تحاوره ترى منها عواقبها
فلا فهما ستفهمه وسوء الفهم جانبها
متى يا نفس نقتسم غنائم منها أرقبها
إلهي منك أحكام وحكمك أنت يشجبها
فإن خيرا به تسعد وإن شرا سيرعبها
وفي الأقدار أحكام تعيش النفس مأربها
وإن تبكى لنا نفس وبالدمعات تسكبها
ستأتي فرجة أخرى وفضل الله يكتبها
فما من عسرة تأتي ترى ياليسر نغلبها
وكم من عثرة مرت وعند الله حاجبها
وكم يأتي لنا مر وتلك الكأس نشربها
وطعم المر لو تدري قرين في مصاعبها
فعش بالعز ما دامت وكن بالعز طلبها
فعار الذل لا كان حقير إن تكاتبها
ومن يبكي على الدنيا سيشرب من مقالبها
ويبكي الدمع في عين وقد أعيت مذاهبها
وتضحك منه في يوم فمن يأمن نوائبها
ستأتي إليك تبتسم وقد جفت سحائبها
فلا تأسى على أحد مشى ظلما يناصبها
ودع أمرا ينغصك ودع للدنيا راغبها
وكن عفا إذا جاءت ولو أبدت ترائبها
................د محروس فرحات..............
No comments:
Post a Comment