ـــــــ أفكار ـــــــ
[و كان حقّا علينا نصرُ المؤمنين]
للإيمان الدّور العظيم في نجاح المرء في حياته، في مختلف المجالات، لأن الإيمان يحفّز الإنسان و يدفعه إلى تحقيق حاجاته مهما صعُبت!
فهو يخلق فيه الإرادة و القدرة، فتسهل أمامه الصّعاب، فيتحدّاها و يذللها و يستسهلها حتى تنقاد له!
و لعلّه أيضا يصبر الصّبر الجميل من أجل الظفر بمبتغاه:
قال شاعر:
لأستسهلنَّ الصّعب أو أدرك المنى
فـما انـقـادت الأعمـال إلا لـصابـر
فإيمان الإنسان، أيّ إنسان بأنه لا بد أن ينجح في وظيفته فإنه سينجح حقّا لأنّه سيخلص لها و يثبت أمام مصاعبها مهما تعقّدت و شقّت!
لماذا لم ينجح المسلمون في تحرير فلسطين من الصّهاينة؟
الجواب:
هم أصلا لم يعملوا لذلك لأنهم لا يؤمنون بذلك حق إيمان!
إيمانهم ليس إلا شفويا لغويا لسانيا لا قلبيا!
لو آمنت قلوبهم الإيمان الصّحيح لسعوا للهدف بسهولة لأنهم يملكون كلّ الوسائل للتّحرير من قوة عسكرية و قوة بشرية و قوة مالية!
قد يقول قائل:
السبب يرجع للحكام؟
و لكن الإيمان بالقضية يجب أن يزيح هؤلاء الخونة و المنبطحين و العملاء أولا ثم التّحرك عسكريا للتّحرير!
إن إرادة الحياة ضعيفة جدّا في حياتنا نحن العرب و المسلمين!
فنحن أمّة جامدة، و الجمود جليد يحنط الأجسام و يشلّها عن الحركة!
لذلك صدق الشابي رحمه الله حين صرخ:
إذا الشّعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر !
فبالفعل الله يستجيب لعباده المؤمنين، لا المسلمين فقط:
[...و كان حقّا علينا نصرُ المؤمنين] سورة الروم 47.
حكّامنا سبب انهزامنا و تخلّفنا و هواننا لأنهم كما قلت فيهم:
يبغونها عِوَجًا على طول المدى
حتّى بدأ العوج العُجاب صوابَا
لا يحـمـلـون رسـالـة و أمـانـةً
هـم يحـمـلـون مهانةً و سرابَـا
المؤمن يحمل رسالة، لا يعيش على هامش الحياة!
من يحمل رسالة يستعدّ و يتشجع و تقوى عزيمته لتبليغها إيمانا منه بوجوبها و منفعتها و أهميتها، و أنّه مسؤول عليها دنيا و آخرة!
مسؤولونا سرّاق فاسدون فاسقون، فكيف يستقيم الظّلّ و العود أعوج؟!
يوم يستقيم العود سيستقيم الظل فتكون لنا كفّة الميزان ثقيلة في العالم!
الجمعة 20 ديسمبر 2019
No comments:
Post a Comment