Thursday, September 26, 2019

غربة وطن ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الزهراوي أبو نوفل

غرْبَة وطن

دونَ
انْتِظارٍ ..
تتَحرّشُ بِي!
كنْتُ أهْملْتُها.
وكُنْتُ كتبْتُها
عارِيةً كَصَبِيّةٍ
منْذ قرْنٍ.
لا أدْري كمْ
غِبْتُ وكُنْتُ
دونَها لا
أُحِبُّ النّوْمَ.
عاوَدتْنِي..
وعدْت بِها أهْذي.
هذِهِ امْرأةٌ
بِسِتِّ جِهاتٍ
امْرأةٌ بِلا إسْم.
امرَأةٌ ترْتَمي
فِي الضّوْءِ داخِلَ
الْقَلْبِ كصَلاةٍ
وخارِجَ القَلبِ.
تُداري ضياعاً
صُراخُها..
مكْتومٌ فِيّ
وتَحْت السَماءِ.
وأُداري صِراعاً
مَع الكُحْلِ
وحيْرةً ما..
معَ الوَشْمِ.
كيْف أنْسابُ
كزِئبَقٍ هرَباً
مِن الكَمالِ..
مِنْ مَآرِبِها
ولآلِئِها..
وليْلٍ كَهذا ؟
ها هُو..
إرْهابُها الأنْثَوِيّ
ضِدّي تحَقّقَ.
تنْهارُ وأنْهارُ.
أ أَهْرُبُ مِنْ
أصْباحٍ وأنْهارٍ ؟
بيْني..
وبيْن الأُغْنِيةِ
وهِيَ هكَذا..
أسْوارٌ وقبائِلُ
مُعَمَّمون ومُلْتَحونَ
وآخَرونَ..
بِالآسْوَدِ والأبْيَضِ.
وبسَماتُها ..
بالأحْمَر عَلى
مَنْ حوْلها وعَلَيَّ
تُوَزِّعُها كَنْزاً..
وتُحْصي الضّحايا.
كُنْتُ لا
أراها إلاّ خطْفاً.
بيْنَما أحْلمُ بِها
فِي يَقضَتي
تَحْضنُني عارِيةً
تغْلقُ البابَ
عَلَيّ فأُغمِضُ..
علَيْها عيْنَيّ
وأجوسُها بحثا
  فيها عن
ْ انسانٍ بِيَدَيّ.
وكَيَتيمَيْنِ..
هذا ما حصَلَ
أنا فيها..
غارِقاً أنْتَحِبُ
كما معَ أُمّي.
تُراهِنُ..
بِنَهْدَيْها عَلى
تَحْريضِ سَعيري
وهِيَ بِي..
مِثْل عاصِفَةٍ
راحَتْ تنْتَشي.
ليْلُها علَيّ
أطْوَل مِن ليْلِ
الْمَلِكِ الضِّلّيلِ
ويَدُها الْخَجولَةُ
رَغيفُ خُبْزٍ..
عَلى
أعْدائي وعلَيّ.
وسبَحْنا بعْد
الْعُرْيِ في
بَحْرِنا الْمَحْمومِ
نبْحثُ فينا
عنْ سلامٍ.
كانَ لا مَناصَ..
اتِّقاءَ الغُبارِ
الذُّرِّيِّ خوْف
أن يَموت
النّدى كُلّ يَوْمٍ
مِن الإرْهاب
وتَناسُلِ الْحُروبِ.
حَتّى غِبْنا
عنِ الوُجودِ..
جحَضَتِ العَيْنانِ
مِنْ وجَعِ الرّوحِ
ولَمْ تتْرُكْني
إلاّ شَضايا.
ارْتَكَبَتْ فِيّ
مَجْزرَة عَلى
عُواءِ الأرْضِ
وصُراخ غَزّةَ
مُضَرّجَة بِالدّمِ
كغوطَة الشّامِ
وأرْض الرّافِدَيْنِ
كانَت..
بِدايَةَ المأْساة
ونِهايَةَ القَصيدَة.
فِي انْتِظارِ
أخْرى طَويلَة
تتَعَرّي..
تحْت السّماءِ
كوَطَنٍ كوْنِيّ
للْغُيومِ والطّيور.

محمد الزهراوي
     أبو نوفل

No comments:

Post a Comment