نبوءة الخوف/ زكريا القيصر
إذهب دعني أُكمل ماتبقى من عمري
دونَ نزاعٍ معَ لَعنة المنديل
الذي طالما رافقني عندَ انهمار
الدَمعِ،
وَاندلاع الذكريات
أرفعُ يدي نَحوَ السَماء
أدعو ألا تَظهر تَفاصيل وجهي
فَهذهِ التَجاعيد تُخيفني
تُخيفني لحد الصَرخةِ
وكأنها سككٌ من حديدٍ
تطرزني
البؤس والشقاء وجهٌ فوضويٌ
واحد، يقتات على ابتسامتي
آفةُ الطمأنينة تكبر بداخلي حتى
تُخلف صحراءً من عدمِ الانتظام
وزوابعاً من رياحِ المستقبلِ
المظلم.
كل ليلةٍ عندما يطغى
الهدوء على حناجرِ الصَخب
أفتَرش دَفاتر الوداع وَصحف الخَوف
وأتوضأ بدمعي، ثم
أتكئُ على عُكّازٍ
كي أتلي آيات وَجعي
وأُنشد أنشودة العَبد المُمزق
كل ليلةٍ يُلوح المَوت الي من كبدِ السماءِ
بهيئةِ نجمٍ موحشٍ.
ها قد بقيتُ مثل صليبِ عتيقٍ
مُدمى لاأحدَ يقترب مني سوىٰ
وحدتي وغربان الفزعِ
ها قد بقيت مثل زنزانةٍ
خُليت من سجنائها،
قضبانٌ جرداء
وَعلى جُدرانها
تُصلب الكلمات
ويسلب صوتها خَلفَ قضبان الرِقّ.
بَعدك لاحياةً
بعدك كل شيءٍ يفنى
سوى نُبوءة التُراب
وَبَلاغة العَجز،
ها هي روحي تودع الطمأنينة وتصافح كف الخوف.
No comments:
Post a Comment