(حكاية آل قمحٍ )
بقلم الشاعر/مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
****
فتاةَ الحيِّ مالي اليومَ مالي.....أصبتِ القلبَ ياأُختَ الهلالِ
لطيفةُ منطقٍ حسناءُثغرٍ.....لطيفةُ مخبرٍ ذاتُ دلالِ
ألا رفقاً بمن أمسى أسيراً.....بعَيْنَيْ جُؤذرٍ أصلُ الجمالِ
يذوبُ القلبُ في عينيكِ شوقاً......ويُمسي مُبْهَجَاً في طيبِ حالِ
وإنْ ألقاكِ في يومي سُررتُ......وزالتْ عني أثقالُ التوالي
تُطئطيءُ رأسَها خجلاً وتضحك..... إذا حدَّثتُها وعلا خيالي
وأحسبُها تقولُ هلمَّ زدني.....وأكثرْ ، ما فؤادي عنكَ سالِ
وأنطقُ بالذي ترجوهُ مني.....وأفعلُ فوقَ ذاكَ وما أُبالي
يُكلِّفُني هواها ضيمَ نفسي......فأُرخصُ في هواها كلَّ غالِ
ولو كانتْ نجومُ الكونِ تدنو......نظمتُ لأجلها عقداً مثالي
أبوها يغارُ من شخصي عليها..... ولو وزنَ الأُمورَ لراقَ بالي
وإنْ يُقصِيها عن عيني فإني.......أراها بعينِ قلبي كلَّ حالِ
ولولا ما كننتُ لها بصدري.......لكانَ نصيبُها مني اعتزالي
*********
ألا من يُبلغُ الأحبابَ عني.......نفائسَ شاعرٍ فخمِ المقالِ
يجودُ على الأحبةِ بالقريضِ......ويفجأُهُم بهِ سَحرَ الليالي
ويُطربُ كلَّ مُكتئبٍ حزينٍ......ويُؤنسُ كلَّ مغتربٍ مُذالِ
بني قومي بعثتُ لكم بتلكَ......عليكم حفظُها فيها المعالي
جمعتُ فروعكم فيها جميعاً........لتُنْشَدَ في المحافلِ باختيالِ
يُغنيها الصغارُ معَ الصبايا........ويلهو بحُسنِها كلُّ الرجالِ
********
فمن أجدادِنا رسلانُ قمحٍ........وموطنُهُ النجيلةُ في الخوالي
وأعمامٌ لهُ فيها استقرُّوا........ ولازالتْ لهم شيمُ الكمالِ
وأبناءٌ لهُ سكنوا الجزيرة.......وهم أربابُ فضلٍ وابتهالِ
وبعضُ بنيهِ قد سكنوا القناطر........وبعضٌ في الهجينِ بلاملالِ
ومن إخوانهِ من جاءَ يسعى....... إلى الأُمراءِ هم من خيرِ آلي
أقاموا بعزبةِ الجرحي كراماً.......ولم تُعرفْ لهم غيرُ المعالي
********
ومن أجدادِنا درويشُ قمحٍ.........منازلُهُم حوتْ زينَ الرجالِ
أقاموا في دمنهورٍ قراقص......لهم حيٌّ عظيمٌ ذو جمالِ
أُناسٌ طيبونَ لهم خلالٌ....... كمثلِ سلاسةِ الماءِ الزُّلالِ
*********
ومن أجدادنا شلبي بنُ قمحٍ.......لهم فضلُ النُهى وفضولُ مالِ
مدينتُهُم أبو حُمُّصْ فمرحا........ بكلِّ بنيِّهِم دونَ ابتذالِ
وفي أجوارِها أيضاً أقاموا..........غِطاسٌ ديرُأمسٍ لستُ سالي
وفي حفصٍ لهم فرعٌ هناكَ......... ومنهم عادلٌ شهمُ الرجالِ
وفي الحوشِ لهم بيتٌ كريمٌ......... لهم شيمُ المروءةِ والجلالِ *********
ومن أجدادنا غيضانُ قمحٍ....... وإنْ ينسوا فما أنسى لآلي
وفي الحوشِ منازلُهُم بعبدٍ....... على البحرِ الكبيرِ لدى الرمالِ
أُناسٌ كادحونَ لهم أُصولٌ......... وما خرجوا عليها في الخوالي
وروفةُ في الدلنجاتِ مُقيمٌ......... لدى البستانِ في أهلٍ ومالِ
**********
ومن أجدادنا بطِّيشه قمحٍ.......له بطشٌ عظيمٌ في الخوالي
وحاربَ كلَّ مُحترفٍ دخيلٍ...... على البلدانِ في زمنِ النضالِ
ونوَّبَهُ بنو عثمانَ عنهم........ فما وهنتْ قواهُ بأيِّ حالِ
تولى حكمَ إقليمِ البحيرةْ........فثبَّتَ مجدها دونَ زوالِ
أقاموا في دمنهورٍ فمرحا............بمن في ذكرهم شرفٌ لآلي
**********
بمعنيا البحيرةِ معْ إيتايْ......... بيوتٌ شامخاتٌ في العوالي
سليمانُ الكبيرُ وهم بنوهُ.......... بلا حصرٍ فهم مثلُ الرمالِ
وقد نزلوا بها منذُ زمانٍ......... بعيدٍ في الأقاويلِ الطوالِ
أبو خزيِّم تولَّى من زمانٍ......... إلى الفيومِ ممدوحَ الفعالِ
أقامَ بنوهُ في الفيومِ مرحا......... بأبناءِ العمومةِ من أُوالي
ومنهم من أتى صدِّيقَ يوسف........ و آثرَ عيشَها دونَ ملالِ
ولو علموا بأمجادٍ توالتْ.........لهزُّوا زيفَ أربابِ الضلالِ
*****
وفي طنطا وفي الجيزه مُنوفٍ........ لنا جدٌّ لهُ نشرُ الغوالي
عليٌّ جدُّ إخواني هناكَ........... وأعرفُ بعضَهم بالاتصالِ
وقد قابلتُ مرَّاتٍ عديدةْ........علاءً ذا النهي والاعتدالِ
فتىً للفضلِ والمعروفِ أهلٌ....... ويسمو دائماً نحوَ الكمالِ
يُحبُّ الخيرَ للناسِ جميعاً......... ويحلو بالمواريثِ الثقالِ
يجودُ بروحِهِ لو كانَ فيها............ حياةُ الآخرينَ أخو نوالِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
No comments:
Post a Comment