صدفة/ زكريا القيصر
............................
من مساماتِ الألم
تَندلع القصيدة لتحطمَ
ماتبقى من أملٍ،
كلَّ حرفٍ منها يُصلبُ على
جدرانِ الوداع،
حَيث القيامة تَهوى على عاتقي،
كُلَّما صبَّ الشِعرُ من رأسي..
هاهوَ وجهُ السماء
البَرّاق ذلك القمرُ
الذي يشبهُ قطعة من لؤلؤٍ
يضمحل لونهُ ويتضاءَل حتى
يشحب وينكدر،
عند القصيدةِ.
شَيئاً فَشيئاً تَرتسم لي لوحة
في قمةٍ البؤس والقزازة
شياطينٌ بؤساء
تحت وابل من المطرِ
يرقصون حتى يشتدّ الصراخ
من حناجرهم الصاخبة.
ها أنا أعتق الكلمات وأوقدها
من جديدٍ، دون سابق إنذارٍ أو حتى
دمعةٍ..
أجوب ذاكرتي وأفترش شراشف
المرارة كل ليلةٍ..
أنت وحدك، أنت وحدك من يحتلني
بكَ فقط تتباهى الأسطر
وتعلو صيحات القصيدة
أنت الذي عصفتَ بيّ مثل
زوبعة على بقايا رمادٍ هامد.
أنت وحدك من تستحق
أن أرتلَ إليك ألمي،
صدفةٌ ليتها لم تصدفْ
ها قد أصبحتُ أسير عينيك
فبعثرني كيفما تشاء،
ها أنا وحيدٌ بين دقائق الانتظار
وكؤوس الخمر وسكرات الموت.
No comments:
Post a Comment