عطرك
🖊 عماد شختور
يعلم الله وحده سر النوايا ، يعلم كم كان عطرك ذكيا ؛ فترك أثره على وجهي ، على رقبتي ، وفي يدي .
كيف لعطرك أن يكون رسالة مسجلة تتكرر ، يتردد في صدى ذاكرتي ، لا يمل أبدًا من التكرار ، يحبسني في دائرة مغلقة لا يمكنني منها الخروج ولا أستطيع منها الفرار ، وحين يتلبس الحب جسدي مثل شيطان مَريد ، يعقد عطرك في نفسي جلسة روحانية يستدعي فيها قرين اللهفة ، يقرأ عليه تعاويذ النسيان ، يخاطب روح الحنين بالخروج ، ورغم غيابك يهمس لي بشوق فيجذبني إليك أكثر .
أينما أولي قلبي أجده ، على الثياب ، على السرير ، على الوسادة ، على سجادة الصلاة يقطع عليّ طريق العبادة ، أجده على الستائر ، على النوافذ ، على الزجاج ، على المرايا ، يختبئ في كل الزوايا ، وحين يبلغ الضعف مني منتهاه وتطرق الذكريات قلبي بيد الحنين ، أجده واقفًا مبتسمًا خلف الباب .. !!
لعطرك لحن تتمايل عند سماعه حواسي ،
لعطرك نبيذ عشق وخمر معتق في زجاجة من الكريستال ، يُسكر مشاعري وإحساسي ، لعطرك موقد في ليالي الشتاء يحرق دونك كل النساء ويشعل النيران في حطب احتمالي عند الحضور وعند الغياب .. !!
No comments:
Post a Comment