Sunday, January 19, 2020

النرجسية ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

..........النرجسية.......
من خلال الرؤية الشخصية، وليس العلمية، مع الاعتذار... الكلام غير موجه

من المعروف علمياً بأن النرجسية عبارة عن مرض نفسي خاص منفرد بحد ذاته، لا يعدي أي أنه حالة نفسية بشخص محدد ... لكن طريقة تطبيقه من قبل فرد معين لا تتلائم مع التعايش مع الآخرين ... لذلك  نقول عنه أسلوب حياة ناقص... حامله مكروه من المجتمع... ولا أعتقد هناك دواء ناجع للشفاء منه تماماً.
فهذا المرض يعبر عن توجهات شخصية المصاب نفسه، ويفصح عن تطلعاته إلى وضع يتجاوز حدود نفسيته بالتطلع إلىأعلى من طبقات المجتمع المكون من البارزين والناجحين أكثر منه... سواء في مستواه الفكري أو العلمي أو الاجتماعي أو الشخصي... أي مرض (الفوقية المطلقة)
لذلك فالنرجسي يعتبر نفسه مظلوماً بينهم لأنه خُلق في عصر لا يبرز فيه وحده، ولايتميز به عن الآخرين، بما لديهم من مظاهر قد تكون غيرحقيقية سواء إن كان في العلم أوالمادة أو البنية الشخصية... دائماً هو الأذكى هو الأجمل هو الأرقى وماسبقه فيه غيره ما هو إلا تقصير من الطبيعة فيه دون إرادته
يبدأ حياته بالمقارنة وإسقاط شخصيات الغير أمام شخصه، لذلك تراه يعمل لنفسه ويعيش حياة خاصة به منعزلة عن أساليب من حوله فقط. لايتعاون مع أحد لا يخضع للواقع الملموس أو المحسوس.
يتخذ من الانفراد في الرأي أسلوباً لحياته فتجد أن لديه نزعة فوقية ونفسية معطلة عن الانتاج إلا ليومه فقط ... لذلك لا يهمه سوى حياته الشخصية وينكر العموميات، يصنع لنفسه إطار لامع في لبسه وحديثه وقلبه ونواياه... قد يتفاعل مع استمرار العلاجات الدوائية في بعض الحالات، لكنه يعود إلى نزعة الكبرياء بمجرد التوقف عن العلاج.
أحياناً تنعكس تصرفاته على من حوله، خاصة على بعض أفراد الأسرة وعلى محيط حياته، ينظر إلى  رفاقه بفوقية مصطنعة... مما يضطره لأن يستعمل الكذب والتلفيق غير المقنع ليجعل لنفسه مركزاً خاصاً بينهم من تعالٍ وبهرجة...
ومشكلته الأساسية أنه يعيش بما بين يديه ويعمل ليومه فقط.. فاقد الطموح ينسى المعروف ولا يؤمن برد الجميل... يتهم الجميع بالتحزب والوقوف ضده، ان البعض هم السبب لفشله.وعدم وصوله إلى مراكز أعلى أو تعطيل وصوله إلى بناء مستقبله.
وأخيراً ربما يستيقظ إلى وضعه المزري  والتسيب الذي يعيشه، ونقص الطموح والتفرد
فيقع في مطب الّا رجعة عندما لا يعود بالإمكان الإصلاح وتغيير واقع الحال... يفوت الزمان بعد محاولاته المستميتة للحاق بالآخرين دون جدوى فيلقي التهم جزافاً على كل من له صلة فيه، ويتجاهل بأن السهم المنطلق لايرد... وقطار الزمن غادره  إلى الأبد عرباته متماسكة جداً ولن تتوقف أي منها لصعوده
وهنا يبدأ في معركه وهمية حامية بينه وبين  أقرب الناس إليه محملاً وضعه المتردي إلى التقصير بحقه ويتناسى أنانيته المطلقة وحب الذات تلك الخاصية المنكرة في جميع المجتمعات والتشريعات الإلهية... لعدة أسباب بينها الإصابة أو الكبر في السن وضيق الوقت أمامه عندها تتزايد عدائيته وكره الآخرين
 ويحملهم سبب فشله كما نوهنا.
وفي النهاية يتهم الآخرين بالسلطوية والأنانية ويتهمهم بالتقصير بحقه حتى ولو قدموا له مايساعده لعبور مآزقه التي أوقع نفسه بها ضمن إرادة معطلة عن الواقع.... وينسى جميع النصائح التي قدمت له لتغيير واقعه عندما كانت لديه القدرة على الانتاج والبناء.
تحياتي واحترامي للجميع
جهادمقلد/سوريا

No comments:

Post a Comment