مقالة بعنوان : مما وراء الطبيعة
سيدي القارئ ، سيدتي القارئة : أتحدث إليكم عن شيء يقع ضمن المنطقة الضبابية بين ما هو حقيقي ومثبت ماديا ، وبين ماهو خيال ولم نستطع بعد تفسيره علميا بمناهجنا التجريبية التي بُني عليها العلم الحديث ،ليس لأني عبقري زماني، ولا لأني رجل مغرق في عالم الخيال بعيدا عن الحياة الواقعية التي نعيشها جميعا - فأنا أحمل شهادة في الدرجة الجامعية الأولى (البكالوريوس ) بأحد فروع العلم التجريبي وأعمل معلماً بتخصصي ضمن مدرسة تابعة للقطاع الحكومي في مستوى التعليم الثانوي للطلبة - ومؤمن بالعلم والنهج التجريبي- ولكن بعض الظواهر التي لم نستطع إنكار وجودها، لم تستطع أدوات النهج العلمي التجريبي إثباتها أيضا .
لذلك يدأب بعض العلماء في الغرب على تطوير هذه أالأدوات باستعمال التقنيات الحديثة في مجالات الطاقة والإشعاع ، - ظاهرة وجود الجن من وجهة نظر الغرب - الذي رصدوه وأسموه الطاقة السلبية ،هي أحد هذه القضايا ، وليست الوحيدة فقد تحدثوا أيضا عن ظاهرة التخاطر ، التي حدثنا عنها الصحابة الكرام ، منذ ما يربو على ألف عام عندما رأى - عمر بن الخطاب - مكيدة اختباء الأعداء المشركين خلف الجبل ؛ لمباغتة سرية للمسلمين متوجهة لأرض اليمن للقضاء عليهم، وأخذهم بعنصر المفاجأة والكثرة والخديعة ، هي أحد القصص المشهورة في كتب السيرة ، حيث روى الصحابة و المصلون في المسجد النبوي أن الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان قد قطع حديث خطبته ذات جمعة ونادى بأعلى صوته على قائد السرية : ( يا سارية َ الجبل َ الجبل ) ، وبعد عودته أكد ذلك الرجل قائدُ تلك السرية بأنه سمع صوت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ينبهه لما وراء الجبل عن بعد مئات الأميال من المدينة المنورة ، ولولا ذلك لهلك ومن معه من رجال المسلمين يومها بسلاحهم الخفيف .
لماذا أنا كإنسان علمي أصدق هذا وذاك ؟!
.سأقول لك أنني مسلم وأصدق القرآن الكريم الذي ذكرها -أقصد خلق الجن ووجودهم - وعرٌَفنا أننا لا ندرك الجن بحواسنا ؛ لذلك تعجبني تسميتها ظواهر ما وراء الطبيعة،
خذ لك مثالاُ أنهم اكتشفوا أن الانسان في لحظات الموت يرى أشياءَ ويحس بها ولا يراها غيره، لكن لا يستطيع وصفها ويعجز كليا عن الكلام ، قال تعالى في القرآن الكريم :((فكشفنا عنكَ غطاءكَ فبصركُ اليومَ حديد )) ، وذُكرت الآية تحديدا في وصف لحظات موت الإنسان ، لا تقنعني أن هذه خرافات أنا أؤمن بالعلم التجريبي وأؤمن أننا لا زلنا كبشر نطور أدواته ولا زال هناك الكثير ليكتشفه الإنسان عن هذا الخلق وهذا الكون.
كوني لا أستطيع التخاطر معك بينما أنا في فلسطين وأنت في مصر مثلا ؛ بسبب جهل كلينا بالبيئة الفيزيائية اللازمة لهذا التخاطر، وشروطه ، وتقنياتهما، وعدم وجود التخاطر بيننا، كما حدث بين سارية وعمر بن الخطاب في ذلك اليوم ، ليس دليلا على عدم وجود الظاهرة أصلاُ ، فلو عدنا إلى الوراء ثلاثين عاما هل كنت لتتخيل هذه التقنية الإلكترونية التي نتواصل من خلالها الآن والتي تسمى (فيسبوك ) ؟!
بقلم سليم العريض .
No comments:
Post a Comment