و كأنها مقابر لما أمر عليها لم تأخذ من عبوري تذكارا ، يقوم على حراستها تبع مقنعي الرؤوس عاكفون في عبادة الخنوع ، ينسجون لها من الخيانة أصناف شراك لا تحصى فخاخها ، شباك موضوعة على حافة الغروب ، يعفر بأسمال تقاليدها البالية قضاء نوم في ريع البيعة ، يوزعون على أبواب الجياع أعيادا من الأوهام الماجنة ، إنهم الأنذل من الجعل و أنكر مما تبني العناكب ، يغطون بشع الكيد نبع الشمس حجب البؤساء عن مطلعي ، كتائب أحزاب مرتزقة تنفخ في الجيف ما تستورد من جهل معلب ، و على خطوات الطفولة ينزلون جثمان لغة على قتلها يؤمرون ، يلهثون ككلب مريض يطارده الظمأ ، يرخي لسانه الرث يلعق منظفا سوءة الاستبداد ابتغاء أريكة العفن ، فعندما يسوق القطيع أحزاب من الرقيق ، يؤدي نهقا في الشوارع صلاة التظاهر ، في هذه الزبالة ، يتخلى العبيد عن شروط تحسين العبودية .
الأديب حسن السلموني
No comments:
Post a Comment