Sunday, June 9, 2019

طروادة العصرِ ... بقلم الكاتب المبدع الشاعر الراقي الأستاذ / محمد وجيه

طــروادةُ العصـــرِ

لا تـبكِ لا ... لا تـنـدمُ
و قُلْ ودَاعًا لا تَخَفْ .......
ما مرّ زيدٌ يبْغي مفازا
أو كانَ عنترْ
بدارِ عبسٍ
 مُرْتَجِفْ ......
أما علمتَ أنَّ زليخةَ أغلقتْ
أبوابًا سبعةْ
و أحكمتْ
لكنَّ يوسفَ لمْ يقفْ ........
قُدّ القميصَ
و لمْ يخفْ ......
لم يبقَ إلا
تعترفْ ......
أنَّ الجميعَ عند بابكَ
يعتكفْ .......
رفعوا جناحَ الاهتمام
و كادَ يبدو
مُختلفْ ........
صَدّقتُ أنَّ عصْرنا
بهِ المبادىء
على الشواطىءِ
ترتشفْ ........
زبدَ الوفاءِ
ريمَ البقاءِ
ضحكتُ فرحًا
فَهَامَ قلبكَ يغترفْ .....
كانَ اغترافًا
مِنْ جحيمٍ منسعرْ
الآن أنتَ تكتشفْ .......
للناي حقًا
لحنٌ حزينٌ لكنّهُ !!
لسان العدو المبين المعترفْ ......
مَنْ طلب يومًا
أنْ يَرى
و لا يُرى
أمرهُ باتَ يسيرًا إنّما ...!!
ما حالُ خلقٍ
للآنْ تأبى تعترفْ ؟؟ .....
سجعُ القصيدِ و الإيجازُ ربَّما
مِنَ البلاغةِ إنّما
لابدَّ دومًا تلتحفْ ......
صِدْقَ المشاعرِ عندما
أنَّ الفؤادُ أو نزفْ ......
و هل بالحياةِ دُرٌّ نفيسٌ
إلا هواه صدقٌ عظيمٌ
و كانا عِشْقًا بالصحفْ .....
طروادةُ عادتْ
و الجيشُ حقًا
قدْ زحفْ .....
لكنّها !!
عادتْ بوجهٍ
غير هذا الذي يومًا
قدْ عُرِفْ .....
عادتْ بقائدها العظيمِ
بصوتٍ أجشُ قدْ هتفْ ....
حيَّ على
نَحْر المبادىء و القيمْ
وأدُ الفضائلَ و الكرمْ
أبغي القلوب مِنْ صدفْ ......
هيّا انثروا
تفاحَ عهدٍ قدْ سبقْ
زينوا كلَّ الفؤادِ
بالغسقْ
و احرصوا .....
أنْ يكون الأخَ للأخِ
هدفْ .....
عقّر فؤادكَ
لا تخفْ ......
نبضَ الحياةِ
صَارَ عقيمًا
لا شغفْ .....
و الحبّ أضحى منتحرْ
كلُّ الثنايا داخلكَ
النبضُ فيها قدْ وجفْ .......
لملمْ بقاياكَ التي أفنيتها
و ارتحلْ .......
منذُ ولجتُ الدّرب هذا
كنت دومًا منشغل .......
إطعام آل البيت حتّى
إنْ كنْت منهمْ تنفعلْ ......
ما كان يعنيكَ المقابلَ
فكنت تحيا صائمًا
عن الكلام لكلِّ باغٍ
مبتذلْ .....
طروادةُ عادتْ فأصبحَ
عالي المقامِ
كلَّ غليظٍ منتحلْ .....
عقّر فؤادك
و اعتزلْ ....
دع المحرابَ لمَنْ أرادَ
و اختزلْ ......
سياطًا كانتْ
و سوف تكونْ
فالغدر صار
كالفروض و نافلةْ
عقر فؤادك لا تخف ....
لا تبكِ حتّى تأسفا
على السنابلِ التي أسقيتها
مِنْ ماءِ عدنٍ صادقٍ
كان الحصادُ جَمْرَ الجحودِ
و الخيرُ فيها قدْ عَجَفْ ....
أكمل حياتكَ
لا تخفْ ....
فالموت مِنّا
كم خطفْ .....
و قطارُ العمرِ يمضي
لا يقفْ ....
عقّر فؤادكَ
و ارتحلْ
لا تخفْ ...
لا تخفْ ...

#الوتر_الحزين

No comments:

Post a Comment