تسابيحُ الوصال 40
أبناءُ الضّوء
لأنّنا أبناء الضّوءِ
أحفادُ الشّمس والقَمَر
من قداسة الحياة وُلِدنا
من أرضٍ باركتها يدُ الرّحمنِ
من أديم الجليلِ
إلى بيت الخبزِ
فيبوسَ عروس المدائنِ
إلى سدرة المنتهى
***
في البدْءِ كنّا واحداً
صارَ الواحدُ اثنين
الاثنان صارا عمراً
تحفّهُ نسيمات الشّوقِ العليلة
في ليالي الوصالِ السّخيَّة لسيّدة المدائنِ
ربّة الحسنِ البهيّ إشراقة الكون البهيِّ
عناة كنعان
***
في بلادِنا يُزهرُ الّلوزُ
والّليمونُ والبرتُقالُ
تورقُ سنابلُ القمحِ النّديّة ،
يستيقظُ الجوريُّ من إغفاءَتهِ الميمونةِ
والرّيحانُ
***
من أريجِ الزّيزفونِ وعبقِ التّينِ
والحبقِ وزهرِ الياسمينِ والرّمّانِ
تشكّل الحبُّ والعشقُ والهيام
***
من بزوغِ الفجرِ وصوت النّداء
تعمّدنا بالودِّ والطّيبِ
من سلافةِ كرمةِ حبرونَ وتينِ الكرمل
وزيتون باشان
وتوتِ آرام
***
من زنابقِ أفروديت أدونيس
وحدائقِ عشتار المعلّقة
والنّيلِ الجاري بماءِ الوردِ
وأوركيد قرطاج وتطوان
ارتدينا عباءةَ الطّيبِ فوّاحةً بالمسكِ والعودِ والندِّ
وعبيرِ العصورِ والأزمان
***
كنّا نوراً من مشكاة الهوى القدسيّ
لآلئاً من محارِ البحرِ
غيوماً أثملها الحنين
إلى موطنِها الأعزِّ على الأنام
د. بسّام سعيد
No comments:
Post a Comment