Monday, June 24, 2019

في السرعة الندامة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / محمد الإدريسي

في السُّرعَةِ النَّدامَةُ في التّأنِّي السَّلامَة
قالَتْ العَيْنُ كَمْ اشْتَقْتُ أنْ أراها
قالَ الفُؤادُ كَم أَحِنُّ إلى حُضورِها
فلا يَسْأَلْني مِنْكُم أحَدٌ عَنِ الدَّليل
مَتى سَمِعتُم الرَّصاصَةُ تسْألُ القَتيل
كُلَّما سَمِعتُ النّايَ يُذَكِّرُني بصَوتِها
نَسيمُ الغَرامِ لَطيفٌ عَلَيّ كوَفيرِ نَداها
قَدْ يَتَخَلَّى المَرْءُ عَن تُحَفٍ اشْتَراها
أبَداً لَنْ يُفَكِّرَ أنْ يَخونَ قَلْبَهُ و قَلْبَها
كَم عِندي أقْوالُ اِشْتِياقٍ لَسْتُ بِقائلِها
لَيْتَ التي أسَرَتْ قَلْبي تَعْلَمُ ما أهْدَيْتُها
ما كُنْتُ في هذه الحياة أحْسِبُني مُفارِقُها
قَبْلَ أن تُقَرِّرَ الرّوحُ الاسْتِغْناءَ عَن أبْدانِنا
سَألَ قائلٌ ما بِهذا الغَريبِ لا يسْعَدُ بَيْنَنا
أيَنْتَظِرُ الحَبيبَ الذي هُناكَ و هو هاهُنا  
الأوطانُ مُتَعَدِّدَةٌ كما هي كَثيرةٌ البُلْدان
قُلوبُنا لَيْسَ لَهُما مِنَ الأسْماء إلا اِثْنان
بِداخِلِهما أَنْتِ و أنا فَهُما وُلِدا تَوْأمان
لا تَسْأليني عَن اِسْمِ أشْياءٍ طالَتْ الزَّمان
إنّ وزْنَ عِشقي يَفوقُ ذَهَبَ كُلّ الأغْنِياء
ما حَلَّ مِنْ ظُلْمٍ مِنْ بَأْسٍ بِكُلّ التُّعساء
أصْعبُ الوَصفِ أكْثَر مِن كُلِّ الأشياء
طَيْفي مِن طَيْفِها كما طَيْفُها مِن طَيْفي
ما عاد العِتابُ يُخَفِّضُ حَرارَةَ صَيفي
لِلْغَرامِ طُقوسٌ خَواطِرُ شِعْرِ حُبِّ رائعَة
يَقولونَ عَنّي شاعِراً كُلَّما كَتَبْتُ قِطْعَة
لا أعْرِفُ قَولَ الشِّعرِ إلاَّ في الحبيبة
تَتَشابَه القُلوبُ في الشَّكْل و المَهام
لا في العَواطِف و لا في صِدْق الغَرام
قُلوبٌ تَحْمِلُ الحُبَّ قِطْعَةٌ مِنَ الماس
أْخرى كاذِبَةٌ تُرَدِّدُ ما لَيسَ له أساس
نَرْصُدُ أَقْوالَ الحِيَلِ عَدَمَ الإحْساس
شيءٌ مُحالٌ في الوجودِ فيهم يُقاس
اِعْلَمي أنَّ إحْساسي إِلَيك دائمُ السَّفَر
كَيْف َالعَيْشُ بِدونكِ إلاَّ بِقَلْب الحَجَر
لا أومنُ بما تَقولُ الأبْراجُ و إنْ صَدَقَت
لأنَّ قَلْبي يا ابْنَةَ القَوْمِ فيه أنْتِ تَرَبَّعْت
أيا مَنْ قَرَّرَ يَوماً أنْ يَتْرُكَ حَبيباً يَحْتَضِر
قَدْ يَكونُ آخِرُ مَن حَبَّكَ تَمَهَّلْ اِنْتَظِر
فُرْصَةُ السَّعادَةِ هذه قَدْ لا تتَكَرَّر
العَيْنُ قَرَّرَتْ أبَداً لِغَيْرِكِ لَنْ تَنْظُر
القَلْبُ لَنْ يَسْتَطيعَ إخْفاءَ المشاعِر
اِطْمَئنّي أنْ يُحِبَّ غَيْرَكِ لَنْ يَقِدِر  
طنجة 17/06/2019
د. محمد الإدريسيفي

No comments:

Post a Comment