(هُبُّوا شبابَ النيل)
بقلم الشاعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
تَبُثُّ الوجدَ في قلبي الحقولُ.....وأغصانٌ لها ظِلٌّ ظليلُ
ونخلٌ باسقاتٌ ذاتُ طلعٍ.....نضيدٍ كم تُسَرُّ بهِ العقولُ
وروضٌ يانعاتٌ إنْ رآها.....أخو نَصَبٍ فشدتُهُ تزولُ
مغاني الجودِ كم سرَّتْ فؤادي.....وهامَ بحسنِها قلبٌ قؤولُ
وأهلي إنْ جَفَوا فلهم ودادي.....وأرضي إنْ قستْ فبها القبيلُ
*********
ومصرُ كنانةُ الرحمنِ أرضٌ.....لها في القلبِ أشواقٌ تطولُ
يهيمُ بحبِّها دوماً فؤادي.....ويحفظُ ودَّها شعبٌ أصيلُ
يتوقُ إلى المكارمِ في اشتياقٍ.....ويحمي الدينَ واللهُ الكفيلُ
وتحدوهُ المروءةُ للمعالي.....توارثَ حبَّها جيلٌ فجيلُ
ألا طوبى لشعبٍ ذي خلالٍ.....تناهتْ في الكمالِ ولاتزولُ
فلاتهنوا شبابَ النيلِ وامضوا..... إلى العلياءِ إنْ عجزَ الكليلُ
*********
رأيتُ العلمَ في الأرضِ دليلاً......ألا أكرمْ بهِ نعمَ الدليلُ
ولاخيرٌ بهِ إنْ لم تحطْهُ......مخافةُ ربِّنا وبها القبولُ
ولاتُغني العلومُ إذا تخلَّى.....ربيبُ العلمِ عن أدبٍ يطولُ
وما أغنى عن الخلقِ عليمٌ.......يبثُّ السُّمَّ في قولٍ يقولُ
وما أغنى فقيهٌ ذو اجتهادٍ.....أحلَّ بفقهِِهِ ما يستحيلُ
تشيرُ أصابعُ الأيدِ إليهِ.......وبينَ ضلوعِهِ مرضٌ ثقيلُ
يسوقُ الحكمَ للآنامِ سوقاً.....وفي صدرٍ لهُ قلبٌ جهولُ
*********
ولاخيرٌ بطبٍّ أو طبيبٍ.....لأموالِ الورى أمسى أكولُ
ولم يُشفقْ على ذي الفقرِ يوماً.....وما يعنيهِ ذالكمُ العليلُ
وكلُّ مرادِهِ ما نالَ منهُ...... من المالِ المُجَمَّعِ ذا الغلولُ
وهذا الصيدليُّ رجاءُ قومٍ.....سِقامٍ يشتكونَ لهم عويلُ
وكم أغلى وأثمنَ في علاجٍ......ليأكلَ مالهم هذا البخيلُ
**********
وكم من كاتبٍ وأديبِ قومٍ.......يُغيِّرُ للحقائقِ أو يميلُ
يُؤجِّجُ فتنةً في كلِّ يومٍ...... ويُفزِعُ للشعوبِ بما يقولُ
ولم يمضِ بما شرعَ الإلهُ.....ولم يرضَ بما أمرَ الرسولُ
وكم حثَّ الورى أنْ يتبعوهُ.......وما أغنى عن الحمقى الضلولُ
أقولُ لهُ ألا تبَّتْ يداكَ......كما هلكتْ بقولكَ ذي العقولُ
********
وكم من صانعٍ في الناسِ خيراً........لأجلِ الناسِ والقلبُ عليلُ
ولم يرقبْ إلهَ الناسِ حتى.....بقدرِ رقابةِ الناسِ الضليلُ
يريدُ وجوهَ هذا الخلقَ فاعجبْ.....لكلِّ مُخادعٍ بِئسَ الغَفُولُ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
No comments:
Post a Comment