Tuesday, June 25, 2019

راحلة إلى بلاد الصمت ... بقلم الشاعر الراقي الأستاذ / محمد وجيه

راحلةٌ إلى بلادِ الصمتِ

مشتاقُ... نعمْ مشتاقْ
إلى الجنةِ التي كانتْ
إلى الأحلامِ التي هانتْ
إلى التي قدْ قالتْ :
أنا لكَ ...
لكَ في الدنيا و الآخرة
لا تظنّ أنّي يومًا راحلةً
و من تقوى لأن ترحلَ
من هذا القلب ؟!
ولَّى عصرُ الأساطيرِ الرومانسيةْ
و ما صدقتهُ يومًا بالكتبْ
حتى بدا لي طيفكِ
صدقتُ ... نعمْ صدقتْ
ثم بغيرِ إرادةٍ ولجتُ
ولجتُ محرابكِ و صليتُ
ركعتُ للهِ بالشكرِ و بالعرفانْ
رددتُ بعدَ كلِ أذانْ
أيا ربي العظيمَ يا رحمنْ
منحتني أحنَّ قلبٍ لإنسانْ
أحفظه لي و زدني في حبه
من أعماقِ الأَرْضِ لآخرِ العنانْ
حبيبي ... أتظنُ أني بلا عقلٍ ؟!
فبأيِ منطقٍ تغادرُ الروحُ الجسدَ
و نبقى أحياءً ؟!

وقدْ رحلتْ ...
رحلتْ ناكرةً لكلِّ ما كانْ
صفعتْ الوجدَ
حطمتْ الأسطورةَ
و أسقطتْ البنيانْ
رحلتْ إلى بلادِ الصمتٍ
بلادٍ ليسَ لها عنوانْ
رحلتْ ...
فصارَ اللحنُ يعانقُ الأحزانْ
و الزهرُ دميمًا بلا بستانْ
و صرتُ و السنونَ سواءً
دقاتُ القلبِ و الساعةُ
ضجيجٌ بلا معنى
صفحاتُ كتبٍ لها تمضي
و إن مرتْ مرورَ جفاءْ
فبالإكراهِ فتحْتُ لها الأبوابْ
لِكَيْ تمضي بكلِ عذابْ
بلا ألوانٍ غيرِ الأسودِ فيها
و هلْ غيرهُ لون لمنْ قد غابْ

#باقي_26_يومًا

No comments:

Post a Comment