قصاصات شعرية ٤٧
نظرتُ إلى المرآةِ حتى أرى وجهي
فلم أرَ وجهي بل رأيتُ بها ظهري !
وقالت : وردتَ الحبَّ كُثْباً من الجفا
أدرتَ له ظهراً ... أدرتُ أنا ظهري
ولست ترى إلاّ الحقيقةَ نِصفَها
ونصفٌ يراهُ الماءُ صُبَّ على الجمرِ .
---
إذا رأيتَ شعاعَ الماءِ مُنكسِراً
فاشعبْ شُعاعينِ في عيني وفي قلبي
تراهُمها دمعةً من غيمةٍ سقطت
على يدِ الشمسِ واستلقت على هُدْبي
---
سأمنحُ روحي جناحَ العَنانْ
لأسبحَ مثلَ الهوا والدخان
سئِمتُ عقاربَ وقتٍ تشيخُ
على ساعديها ورا الدورانْ .
---
تُبخِّرُني الحروفُ بنارِ وجدي
تُحوِّلُني سحاباً في السماءِ
يُقطِّرُني السحابُ ببرقِ لحْظٍ
ويُرجِعُ ناريَ الأولى لماءِ
محمد علي الشعار
١١-٤-٢٠٢٠
إذا كُشِفَ الغِطا عن سِرِّ حرفي
رفعتَ الصخرَ عن تِبْرٍ جريحِ
قرأتَ النصَّ من ورقٍ و حِبرٍ
وأصلُ الحرفِ منقوشٌ بروحي .
---
لعينيَ مع عينِ النخيلِ هوىً يُزارْ
إذا سالَ من حرفي دمٌ أخضرُ الأوارْ
تلوحُ من الموجِ البعيدِ سفينتي
ويُحرقُني شطُّ الغيابِ على انتظارْ
تعذَّر حلْمٌ كنتُ أفدي وِسادَهُ
ومابينَ نجمٍ والدجى لمْ يعُدْ حِوارْ
وهذي يدايَ اليومَ ظهرَ شراعِكم
طِوالٌ على ريحِ السُّدى والهوى قِصارْ
---
الخنزيرُ الأبرص
سقى اللهُ أياماً تخشّـبْنَ بينَنا
وصارت على نهرِ المنيّةِ قارِبا
أفادكَ كورونا الحبيبُ بلكْمةٍ
وفتَّلَ يا ممعوسُ فوقَك شارِبا
نهبتَ شعوبَ الأرضَ طُرّاً وربّما
رأيتكَ حتى في جهنّمَ ناهِبا
---
حملتُ خيوطاً للسماءِ وإبرةً
أُرقِّعُ ثُقباً للأزونِ مُبدَّدا
لقد أصبحَ الصيفُ الحراريُّ بارداً
وغيثيَ من فصلِ الشتاءِ مُجرّدا
ليرجعَ تفاحُ البساتينِ باسماً
وأَرجِعُ من حفلِ الأزهارِ مَشْهدا .
محمد علي الشعار
١٥-٤-٢٠٢٠
No comments:
Post a Comment