أكتُبُ ألماً
/ فراس المصطفى / سوريا
................................
ماذا أكتُبُ ؟..
أأكتُبُ شِعراً والكلمةُ تُسجَن ؟..
وريحُ الوَجدِ أزيزٌ وعويلٌ ؟..
أأرسُمُ ثغراً غزلاً.. غنجاً..
والأشرفُ يحتسبُ الأيَّامَ حرارةَ لهبٍ ؟..
يفتَحُ كَفَّهُ.. ينصُبُها في وجههِ..
يلقى أُمَّاً بخيالِ أصابعهِ..
ويلقى أباً..
أَأُلَوِّنُ جُدران الكلماتِ وحبلُهُ يُعقَد ؟..
أَأُواسي نَفْسي ؟.. عن أيِّ ألم ؟..
عن ظُلْمٍ يُعلِنُ أنَّهُ حقٌ ؟..
عجباً من زمنٍ.. أضحى فيهِ الظالمُ يلهَجُ شَرَفاً..
يُعلِنُ أنَّهُ كُنْهُ الحَقِّ.. ويشربُ نَخباً..
في جُمجُمةِ المظلوم..
أَأُقنِعُ سُكَّانَ مدينَتنا أنَّ المُحتلّ ملاكٌ في الأرض..
والمسكينُ تشيطن ؟..
والكلماتُ تُنادمُ وحدتها في الليل..
تنظُرُ في مرآةِ الوُجدانِ..
مشاعِر حُزنٍ..
تنظُرُ مظلوماً في الزنزانةِ..
يتجرَّعُ كرباً..
والأُمُّ تُنادي يا وَلَدي لا تَحزَنْ..
لا تَنسى اللهَ..
لا تذبل يا زهر الرُّمّان أمام الفُجّار..
يا ولدي.. خُذْ دَمعيَ واشرَبْ عاطِفَتي..
لعلَّكَ تَتَبلْسَم..
لعلَّكَ تَعبُرُ في بَحرِ الزَّمَنِ إلى الماضي..
فالكُلُّ تَذَوَّقَ ظُلماً.. وَذَوى قَهراً..
من أَوَّلِ مَجزَرَةٍ في طاهِرَةِ الدُّنيا..
وإلى آخِرِ حُبلى بُقرت ظُلماً..
في القُدس.. قُتِلَتْ غَدراً..
يا وَلَدي.. خُذْ مِلْحَ فلسطين..
واطمُرْهُ بِجُرحِكَ لَنْ تتألَّم..
لا تتحطَّم..
فَمِلْحُ بلادِكَ مسكٌ.. عسلٌ..
وأطهرُ من أيدي الأعراب..
وأوفى من كُلّ الأنذال..
فوا أسفاً..
أيا ولدي.. أيا كَبِدي.. أيا عيني..
أَبكِي دونَكَ.. لا تَحزَنْ أنتَ ولا تستسلِم..
في بحرِ الشِّعرِ..
أُكتُبْ يا قُرَّةَ عينِ فلسطينَ مرارَتَنا..
ولا تَتَهاونْ.. لا تتلعثم أبداً..
يا عبق الشُرفاء على ودج العصر..
يا آه النّايات.. ودمعات المُقل..
يا لوحة وطنٍ مسلوبٍ..
فيه الوأدُ.. وفيه السّجْنُ الأظلم..
............................................
No comments:
Post a Comment