لَمْ يَغْتَنِمْهَا
.................
سَأَرْوِي قِصَّةً كَي تَحْتَذِيهَا
بِهَا عِظَةٌ تَفِيضُ أَسَىً فَعِيهَا
وَتَحْوِي مِنْ عَجِيبِ الدَّهرِ هَولَاً
فَلَمْ تَسْمَعْ لَهَا يَومَاً شَبِيهَا
وَتَحْكِي عَنْ فَتَىً يَحْيَا حَيَاةً
مُنَغَّصَةً وَلَيسَتْ يَشْتَهِيهَا
أَتَى طِفْلَاً إلَى الدُّنيَا وَحِيدَاً
يَعِيشُ عَلَى المَعُونَةِ مِنْ ذَوِيهَا
أَبُوهُ وَأُمُّهُ تَرَكَاهُ طِفْلَاً
وَمَا مِنْ أَسْرَةٍ لِيَعِيشَ فِيهَا
وَكَانَا يَشْحَذَانِ لِيُطْعِمَاهُ
وَمَاتَا مِِيتَةً لَا نَبْتَغِيهَا
لَقَدًْ دُهِسَا ، أَمَاتَهُمَا قِطَارٌ
وَأَبْقَى لِلْحَيَاةِ فَتَىً نَبِيهَا
حَبَاهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا قَبُولَاً
وَأَسْكَنَهُ القُلُوبَ فَكُنْ فَقِيهَا
وَأَعْطَاهُ الطَّلَاقَةَ فِي المَعَانِي
وَنَالَ مِنَ الوَسَامَةِ مَا يَفِيهَا
قَضَى أَيَّامَهُ هَمَّاً وَغَمَّاً
فَسُوءُ الحَظِّ دَومَاً يَصْطَفِيهَا
إلَى أَنْ جَاءَ يَومٌ بِالأَمَانِي
وَكَانَ بِكُلِّ شَوقٍ يَرْتَجِيهَا
تَوَظَّفَ عِنْدَ مَسْئُولٍ ثَرِيٍِّ
تَحَقَّقَتِ اًلظُّنُوًنُ فَتَاهَ تِيهَا
فَأَولَاهُ اهْتِمَامَاً وَاحْتَوَاهُ
بِكِلِّ رِعَايَةٍ لَا تَلْتَقِيهَا
َ
وَوَلَّاهُ الإدَارَةَ وَارْتَآهُ
أَمِينَاً مُخْلِصَاً يَبْدُو نَزِيهَا
وَكَانَ لَهُ فَتَاةٌ ذَاتُ حُسْنٍ
إذَا صَدَمَتْ عُيُونَكَ تَشْتَهِيهَا
أَحَبَّتْ ذَلِكَ المَذْكُورَ حَقَّاً
فَصَارَ بِكُلِّ خُبْثٍ يَحْتَوِيهَا
يَسِيرُ وَرَاءَهَا طُولَاً وَعَرْضَاً
فَكَانَتْ حَيثُ حَلَّتْ يَقْتَفِيهَا
وَحِينَ خَلَا بِهَا أَلْقَى شِبَاكَاً
فَأَوقَعَهَا وَجَارَ عَلَى أَبِيهَا
وَلَمْ يَرَعَ الأَمَانَةَ فِي نَبِيلٍ
سَقَاهُ الشَّهْدَ كَأْسَاً يَرْتَوِيهَا
وَزَادَ مِنَ الوَقَاحَةِ أَنْ جَفَاهَا
وَلَمْ يَعْبَأْ بِحَمْلٍ يَعْتَرِيهَا
فَمَاتَ أَبو الفَتَاةِ أَسَىً عَلَيهَا
وَكَاَد المَوتُ أَيضَاً يَجْتَبِيهَا
وَلَمْ يَرْحَمْ بُكَا طِفْلٍ رَضِيعٍ
أَتَى مِنْ صُلْبِهِ يُدْعَى وَجِيهَا
فَظَلَّ الفَارِسُ المِغْوَارُ يَمْضِي
يَرُومُ ضَحِيَّةً كَي يَقْتَنِيهَا
وَفِي يَومٍ مِنَ الأَيَّامِ أَمْسَى
لِيَذْهَبَ فِي القِطَارِ لِيَلْتَقِيهَا
وَحِينَ أَتَى القِطَارُ أَحَسَّ رُعْبَاً
أَتَتْ ذِكْرَى مِرَارَا يَتَّقِيهَا
وَجَاءَتْ نَجْلَةُ المَسْئولِ عَمْدَاً
لِكَي تُنْهِي الحَيَاةَ لِمُزْدَرِيهَا
فَأَلْقَتْ بِالفَتَى وَأَتَى قِطَارٌ
لِيَدْهَسَ ذَلِكَ الوَغْدَ الكَرِيهَا
لَقَدْ مُنِحَ الحَيَاةَ وَلَمْ يَصُنْهَا
وَلَنْ تَبْقَى الحَيَاةُ ِلِسَارِقِيهَا
فَلَا تَغْتَرَّ يَومَاً بِالَعَطَايَا
وَفَكِّرْ دَائِمَاً فِيمَا يَلِيهَا
إذَا بَقِيَتْ حَيَاتُكَ فَاغْتَنِمَهَا
وَلَا تَكُ يَا أَخِي أَبَدَاً سَفِيهَا
#الشاعر_أحمد_نصر
No comments:
Post a Comment