..............آلهة الأعاصير.............
على صفحة من سديمٍ مُعتِم أسير وحدي
كالأعمى أسبح في السراب
عُكازة الليل تُهدي خُطاي ،
وتكزّ الهموم أنياط السكون ،
عند مغيب الضفائر تستريح العصافير .
صِراخي شتيت صدى
كعويل الريح المرسلة ،
أبحث ملئيآ عن صباح فقدته
في إحدى مراحل عُمري
ليالٍ سرمدية عاندتني في حروبي الطّوال ،
المرايا مُبعثرة ،
والنسائم أُغميَ عليها ،
وحدي طريح الندى ،
امشي منكبّاً على هداية النجوم ،
أنثرُ تخميناتي المُحصنة بالأمل ،
استشرف ضراوة عُمري البائس ،
والمُتراكِم في دُولاب الصّبر ،
لم يبق الليلَ منه سوى فُتاتٍ سراب ،
الأمل مصنوع من وعدٍ مُبلّل بخرافات الإنتظار ،
مواعيد الصباح مُتأخرة
تزحف في قيدٍ ثقيل نحو محطة الوصول ،
السّعادة مُقلّمة أظافِرها ،
والتعاسة قُُدّت من قلب الغمام ،
الحياة شتتّتها آلهة الأعاصير
حياةٍ باهِتة تسوؤها صراحتي
أو أنها مذعورة من رؤية الحقيقة ،
في هذا الزمن الردئ
كل شيء تغيّر
والناس فيه مع القوي
بإسمه تتفتّح براعم الصباح
ويجعل من نفسه ملكاً
ويترعرع على عرش الغُبار
الأرض أضحت للنشّاز
لم يعد للمهمشين من بقاء
أشطان السفاهة تجترُّ حريتهم
لا يحقّ لهم حرية الكلام .
وحده فميّ سيظّل كما هو ، يُعبرّ عن آلامهم
والمُعذّبين في الأرض
سيظّل وحده يرتد أحزمة الحروف
يُقارع الجبابرة والطُّغاة
ووحدي هنا سأظل أترقّب بزوغ شمس الحرية
وأبحث لهم عن فجرٍ ضائع
أغتصبه خلسةً سماسِرة الحروب
...............جمال العامري م 31/ 01/2015
No comments:
Post a Comment