Wednesday, September 4, 2019

بصر و بصيرة ... بقلم الكاتب المبدع الأستاذ / جهاد مقلد

أقصوصة
         بصر و بصيرة
أمسك بعض الجيران جارهم الشاب  يسألونه
_ أنت تعيش في بحبوحة وشقيقك يعمل ليل نهار ويعيش في بؤس وفقر..لمَ لم تساعده
_ حظه الأسود يلازمه منذ ولدته أُمنا... من قلة تدبيره
_ ومع ذلك يجب أن تساعده فهو رب لعائلة مثلك أيضاً
_ ومن قال لك أنني لا أساعده ولكن   حظه وقلة تدبيره والتعلق بالتوافه تجعله عيشته بائسة
_ كلام في كلام... قف معه وسترى
كيف ستتغير حياته إلى الأحسن
_ سأجرب أمامكم
_ يقولون... التقصير منك وأنك غير جاد بتحسين حاله
_ حسنٌ سأقوم بتجربة أمامكم وأغلب الظن أنها ستثبت لكم عدم تقصيري
رمى في طريق شقيقه صرة ملأها دراهم... دون أن يجعله ينبهه لذلك
أخذ الجميع يراقبون خط سيره
بعد أن كاد شقيقه أن يصل إلى الصرة
أخذ يتلوى كمن عاجلته علَّة... وأصبح يتعثر في سيره... حتى اقترب من الصرة ثم عبر من فوقها دون أن يلتقطها سألوه:
_ ماالذي حدث لك ياصاحبي حتى بدأت تتلوى في مشيتك عدة خطوات؟
_ لاشيء لكن جاء في خاطري جارنا ذلك المسكين الأعمى فأحببت أن أجرب مشيته!!
فقال أخوه:
 من كان بلا حظ شيء... ومن كان عديم التفكير ذنبه على جنبه... لكن مالأخي ولمشية الأعمى الذي أراد الله له  مصيبة في بصره! وأنتم تعرفون جارنا الأعمى التاجر نتعامل معه جميعنا
ردوا عليه فعلاً  العمى ليس في البصر لكنه في البصيرة...
جهاد مقلد/سوريا

No comments:

Post a Comment