#قضيةيتيم
تسللَ للمحكمة شاكيا، نظر الجميع لِمُقلِ القاضي وقد جرت مدامعها، لأول مرة تستوقفه مثل هذه القضية، فالداعي يطالب بالاقتصاص لوالدته منه، وقد غلّظ في وصف جرمه، يقول: أبحرت في أحشائها تسعا، وحملتني وهنا، وأكلتُ من لحمها وأضعفت العظما، شاركتها الفرح وحبست عني الحزنا، واحتضنتي لصدرها وقد شققت لها البطنا، ورعتني حتى جعلتني فخرا، واليوم أنا أقف أمامها صنما، ودَينُها يلفُّ عنقي وأعجز أن أَسُدا، فبالله كيف أنال منها البِّرا، والروح تشتاقُ للقائها وقد عانقها القبرا.. صمت القاضي برهة ثم نطق بالحكم قائلا: رفعنا قضيتك من قاضي الأرض إلى قاضي السماء، وعليك لها بالدعاء، والإحسانِ لأهلها والأصدقاء، والإكثار عن روحها في العطاء..
أ. رائد العمري
اللوحة للفنان التشكيلي صلاح محمد حسينات.
No comments:
Post a Comment