قصةقصيرة
......الحب والقدر......
وقف ينتظر خروجها من المدرسة، تلك عادته كل يوم منذ أن انتقل ووالدته إلى هذا الحي، قبل بضعة أشهر
ألزمته معاناة الحرب التي قتل فيها معيلهما... رب أسرتهماعلى ذلك
كما تشتت أكثر الأسر الآمنة التي كانت متعايشة مع بعضها... عندما كان الجار لايعرف دين جاره... ولامذهبه،
إلّا كونه ابن وطنه... جار... له وعليه حقوق الجيرة.
بادلها الابتسام، شجعه سكوتها... تكررت المواقف.
اليوم بالذات بدأت تتباطئ في مشيتها! حين لم يكن قد خرج بعد من خلف بوابة منزله... تعلم أو تتوقع أنه كان يراقبها أثناء مرورها من شقوق بوابة منزله.
ينتظرها ريثما تعبر وتبتعد، ليخرج بعد أن تتجاوز باب البيت، عندها يخرج ويتبعها من بعيد... ثم يتكرر ذلك ثانية أمام بوابة المدرسة!
خرجت الفتاة الآن من المدرسة... أسرع وباعد بين خطواته خلفها لعله يلحق بها.
دنا منها ومن بعيد ودون أن يقترب، ويمنعه الحياء والخوف من صفعة، أوتفلة.
لم يكن في نيته غير أن يعرض عليها الزواج منه.
قرر أن يسألها. شجع نفسه استوقفها بدون تردد... وعلى عجلٍ فاجأها بالسؤال:
_ هل تتزوجينني؟
وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال منذ زمن
أحنت برأسها إلى الأسفل، ثم أسرعت الخطى مبتعدة.
عاد الشاب إلى بيته وقلبه يرقص ويغني فرحاً... لم يكن يتوقع منها هذا الرد المباشر... الحاسم!
ومن خارج الباب يصيح:
_أماه... أماه. عثرت على فتاة أحلامي... أليس هذا ماتتمنين؟
_نعم. من؟ وكيف؟
_أماه ارجوك ألّاترفضي... فأنت تعيشين وحدك في البيت وهذه الفتاة ستؤنسك في وحدتك، وتساعدك في أعمال البيت.
__ هذا جُلّ مناي ياولدي أن أفرح بك... لن اعترض على خطبتها لك إذا وافق أهلها
_ الفتاة موافقة ولن ترفض يا أماه لقد عرضت عليها الزواج وقبلت،
وأعتقد أن أهلها أيضاً لن يرفضوا خطبتها لي.
بعد إلحاح طويل منه. ذهبت أمه معه لزيارة أهل الفتاة للتعرف عليهم كمرحلة أولى.
قرع الشاب الباب بنفسه... باب بيت الفتاة
فتح الباب والد الفتاة... وكانت المفاجأة... ما أن خرج ورأته الأم حتى قفزت نحوه تحتضنه وتقبله باكية... ترتعش من الفرح.
استغرب الشاب هذا الموقف المفاجئ، لكن زاد أمله بموافقة أهل الفتاة.
أراد أن يتكلم ويستفسر، لكنه انتظر قليلاً حتى كفكفت أمه دموعها. وقبل أن يتفوه بالسؤال... وكأن القدر أُمر أن لا تسقط تعاليم الحياة
عما كان سيجري... قالت الأم للرجل ضاحكة:
_إن ابني يريد الزواج من أخته.
انتفض الشاب وصعقته المفاجأة
متسائلاً أختي؟!! أختي؟!! عجباً كيف هذا؟ ردت عليه أمه:
_ وإن كانت الفتاة ابنة خالك هذا وفرقتنا الحروب والمحن...
نعم الفتاة ابنة خالك وأختك بالرضاعة... أرضعتكما عشرات المرات منذ عشرين عاماً
جهاد مقلد/سوريا
No comments:
Post a Comment